صفين: والله ما سمعت بأمة قد آمنت بنبيها وقاتلت أهل بيت نبيها غيركم.
قال رضي الله عنه: وروى عن حبة العرني قال: لما نزل علي عليه السلام بمكان يقال له البليخ (1) على جانب الفرات نزل راهب من صومعته فقال لعلي عليه السلام: ان عندنا كتابا توارثناه من آبائنا كتبه أصحاب عيسى بن مريم عليه السلام أعرضه عليك؟ فقال علي عليه السلام:
نعم فما هو قال الراهب:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الذي قضى فيما قضى، وسطر فيما كتب، انه باعث في الأميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويدلهم على سبيل الله لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزى بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح، أمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل نشز (2) وفي كل صعود وهبوط تذل (3) ألسنتهم بالتهليل والتكبير وينصره الله على كل من ناواه فإذا توفاه الله اختلفت أمته ثم اجتمعت فلبثت بذلك ما شاء، ثم يمر رجل من أمته بشاطئ هذا الفرات يأمر بالمعروف وينهى؟ عن المنكر ويقضى بالحق ولا يوكس (4) الحكم، الدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عصفت به الريح والموت أهون عليه من شرب الماء على الظماء يخاف الله في السر وينصح له في العلانية لا يخاف في الله لومة لائم، فمن أدرك ذلك النبي من أهل هذه البلاد فآمن به كان ثوابه رضوان والجنة; ومن أدرك ذلك العبد الصالح