المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٣٠٠
بالملك الذي له الفخر والمجد والثناء خضعت له الآلهة بجلاله، ووجلت القلوب من مخافته، فلا عدل له ولا ند، ولا يشبهه أحد من خلقه، ونشهد له بما شهد به لنفسه وأولوا العلم من خلقه: ان لا إله إلا الله، ليس له صفة تنال ولا حد تضرب له الأمثال، المدر صوب الغمام ببنات نطاف (1) ومتهطل الرباب (2) بوابل الطل (3)، فرش الفيافي والآكام بشقيق الدمن وأنيق الزهر وأنواع النبات المبجس بثق العيون الغزار من صم الأطواد، يبعث الزلال حياة للطير والهوام والوحش وسائر الانعام والأنام، فسبحان من يدان لدينه ولا يدان لغير دينه دين (4) وسبحان الذي ليس لصفته نعت موجود ولا حد محدود، ونشهد ان محمدا " صلى الله عليه وآله عبده المرتضى ونبيه المصطفى ورسوله المجتبى، أرسله الله إلينا كافة، والناس أهل عبادة الأوثان وجموع الضلالة، يسفكون دمائهم ويقتلون أولادهم ويخيفون سبلهم، عيشهم الظلم وأمنهم الخوف وعزهم الذل مع عنجهية عمياء وحمية، حتى استنقذنا الله بمحمد صلى الله عليه وآله من الضلالة وهدانا بمحمد من الجهالة، وانتاشنا (5) بمحمد صلى الله عليه وآله من الهلكة، ونحن معاشر العرب أضيق العرب (6) معاشا، وأخشنهم رياشا، جل طعامنا الهبيد وجل لباسنا الوبر والجلود مع عبادة الأوثان والنيران، فهدانا الله بمحمد إلى صالح الأديان وأنقذنا من عبادة الأوثان بعد أن أمكنه الله من شعلة النور، فأضاء

(1) نطاف، جمع نطفة: الصافي.
(2) الرباب، جمع ربه وهي الفرقة من الناس، قيل هي عشرة آلاف أو نحوها - لسان العرب.
(3) الوابل: المطر الشديد الضخم القطر - الطل: المطر الصغار القطر الدائم - (4) الصواب أحد العبارتين: الف: ولا يدان لغيره دين. ب: ولا يدان لغير دينه.
(5) انتاشنا أي استنقذنا وفي حديث عائشة تصف أباها: فانتاش الدين نبشه أي استدركه واستنقذه وتناوله واخذه من مهواته - لسان العرب.
(6) هكذا في المخطوطتين، والأنسب: الأمم.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405