يقول: لبيك لبيك يا رسول الله، فنادى النبي بأعلى صوته: ادن منى يا علي، فما زال علي يتخطى أعناق المهاجرين والأنصار حتى دنا المرتضى من (1) المصطفى، فقال له النبي: ما الذي خلفك عن الصف الأول؟ قال: شككت انى على غير طهر فاتيت منزل فاطمة فناديت يا حسن يا حسين يا فضة، فلم يجبني أحد، فإذا بهاتف يهتف بي من ورائي وهو ينادى: يا أبا الحسن يا بن عم النبي التفت، فالتفت فإذا انا بسطل من ذهب (2) وفيه ماء وعليه منديل، فأخذت المنديل ووضعته على منكبي الأيمن وأومأت إلى الماء فإذا الماء يفيض على كفى، فتطهرت فأسبغت الطهر ولقد وجدته في لين الزبد وطعم الشهد ورائحة المسك، ثم التفت ولا ادرى من وضع السطل والمنديل ولا أدرى من اخذه، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله في وجهه وضمه إلى صدره فقبل ما بين عينيه ثم قال: يا أبا الحسن ألا أبشرك ان السطل من الجنة والماء والمنديل من الفردوس الاعلى، والذي هيأك للصلاة جبرئيل،
(٣٠٥)