المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٣٠٥
يقول: لبيك لبيك يا رسول الله، فنادى النبي بأعلى صوته: ادن منى يا علي، فما زال علي يتخطى أعناق المهاجرين والأنصار حتى دنا المرتضى من (1) المصطفى، فقال له النبي: ما الذي خلفك عن الصف الأول؟ قال: شككت انى على غير طهر فاتيت منزل فاطمة فناديت يا حسن يا حسين يا فضة، فلم يجبني أحد، فإذا بهاتف يهتف بي من ورائي وهو ينادى: يا أبا الحسن يا بن عم النبي التفت، فالتفت فإذا انا بسطل من ذهب (2) وفيه ماء وعليه منديل، فأخذت المنديل ووضعته على منكبي الأيمن وأومأت إلى الماء فإذا الماء يفيض على كفى، فتطهرت فأسبغت الطهر ولقد وجدته في لين الزبد وطعم الشهد ورائحة المسك، ثم التفت ولا ادرى من وضع السطل والمنديل ولا أدرى من اخذه، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله في وجهه وضمه إلى صدره فقبل ما بين عينيه ثم قال: يا أبا الحسن ألا أبشرك ان السطل من الجنة والماء والمنديل من الفردوس الاعلى، والذي هيأك للصلاة جبرئيل،

(١) في المخطوطتين: إلى.
(٢) لا يقال: التوضؤ بالأواني المصنوعة من الذهب والفضة غير جائز لأن الأواني المتعلقة بالجنة تختلف عن الأواني الدنيوية ولا تجرى عليها احكام هذه الظروف، ونظيرها الخمر والحرير والحلي من الذهب والفضة التي في الجنة، فالقرآن ناطق بتمتع المؤمنين بهذه النعم في الجنة كما جاء في آية [١٥] من سورة " محمد "، آية [٣٣] من سورة " فاطر " وآيات [١٢، ١٥، ١٦، ٢١] من سورة " الانسان " وآية [٣١] من سورة " الكهف " وآية [٢٣] من سورة " الحج " وآيات: [٥٣ و ٧١] من سورة " الزخرف " فالخمر والحرير والذهب الموجودة في الجنة كلها حلال، طيب، طاهر، فخمر الجنة مثلا " لا علاقة لها بالخمر المادية القذرة كما بين القرآن الكريم ان هذه الخمرة لا توجب السكر قال تعالى: " لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون " الصافات: 47 فتلك الخمر لا توجب فساد العقل وذهابه ولا السكر، بل ليس فيها الا التيقظ والنشاط واللذة العقلية، فبينهما اختلاف ذاتي، ولا تشابه بينهما الا في الاسم، فان في الجنة " ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " وكل هذه العبارات إشارات واستعارات لبيان ان ما يوجد هناك يختلف عن ما الفه البشر في هذه الحياة وقد توجد مثل هذه العبارات في بيان الغناء في الجنة، وأين ما هناك مما هنا؟!
رزقنا الله وإياكم من نعيم الجنة.
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405