تنزيه الأنبياء - الشريف المرتضى - الصفحة ١٤٧
فنفس تقول لي أحجج، ونفس تقول لي تزوج. فقال الحسن: إنما النفس واحدة، ولكن هم يقول أحجج، وهم يقول لك تزوج وأمره بالحج.
وقال الممزق العبدي:
ألا من لعين قد نآها حميمها * وأرقها بعد المنام همومها فباتت له نفسان شتى همومها * فنفس تعزيها ونفس تلومها والنفس أيضا العين التي تصيب الانسان، يقال أصابت فلانا نفس أي عين. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يرقي فيقول: " بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء هو فيك من عين عائن ونفس نافس وحسد حاسد ".
وقال ابن الأعرابي: النفوس التي تصيب الناس بالنفس. وذكر رجلا فقال: كان والله حسودا نفوسا كذوبا.
وقال عبد الله بن قيس في الرقيات:
يتقي أهلها النفوس عليها * فعلى نحرها الرقي والتميم والنفس أيضا من الدباغ مقدار الدبغة، يقال أعطني نفسا من الدباغ أي قدر ما أدبغ به مرة.
والنفس أيضا الغيب، يقول القائل: إني لا أعلم نفس فلان، أي غيبه. وهذا هو تأويل قوله: (وتعلم ما في نفسي، ولا أعلم ما في نفسك). أي تعلم غيبي وما عندي، ولا أعلم غيبك وما عندك.
وقيل إن النفس أيضا العقوبة، من قولهم: أحذرك نفسي أي عقوبتي.
وبعض المفسرين حمل قوله تعالى: (ويحذركم الله نفسه) على هذا المعنى. كأنه قال: يحذركم الله عقوبته. روي ذلك عن ابن عباس والحسن. وآخرون قالوا: معنى الآية ويحذركم الله إياه.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست