تنزيه الأنبياء - الشريف المرتضى - الصفحة ١٣٨
من غير أن يقتضي ذلك ميلا منه إلى الحكم أو عدولا عن الواجب.
(ومنها): أنه روي عن الجن لما ولد لسليمان عليه السلام ولد قالوا لنلقين من ولده مثل ما لقينا من أبيه، فلما ولد له غلام أشفق عليه منهم فاسترضعه في المزن وهو السحاب فلم يشعر إلا وقد وضع على كرسيه ميتا تنبيها له على أن الحذر لا ينقطع مع القدر.
(ومنها): أنهم ذكروا أنه كان لسليمان (ع) ولد شاب ذكي وكان يحبه حبا شديدا فأماته الله تعالى على بساطه فجأة بلا مرض اختبارا من الله تعالى لسليمان (ع) وابتلاء لصبره في إماتة ولده، وألقى جسده على كرسيه، وقيل إن الله جل ثنائه أماته في حجره وهو على كرسيه فوضعه من حجره عليه.
ومنها: ما ذكره أبو مسلم، فإنه قال جايز أن يكون الجسد المذكور هو جسد سليمان (ع)، وأن يكون ذلك لمرض امتحنه تعالى به.
وتلخيص الكلام:
" ولقد فتنا سليمان وألقينا منه على كرسيه جسدا " وذلك لشدة المرض. والعرب تقول في الانسان إذا كان ضعيفا " إنه لحم على وضم ".
كما يقولون: " إنه جسد بلا روح " تغليظا للعلة ومبالغة في فرط الضعف.
(ثم أناب) أي رجع إلى حال الصحة واستشهد على الاختصار والحذف في الآية بقوله تعالى: ﴿ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة إن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين﴾ (1) ولو أتي بالكلام على شرحه لقول الذين كفروا منهم أي من المجادلين. كما قال تعالى: (محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء

(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست