في القرآن ذلك بأوضح ما يكون فقال: (وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين، قال نعم وإنكم لمن المقربين قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) (1).
تنزيه موسى (ع) عن الخوف:
(مسألة) فإن قيل: فمن أي شئ خاف موسى عليه السلام حتى حكى الله تعالى عنه الخيفة في قوله عز وجل: (فأوجس في نفسه خيفة موسى) (2) أوليس خوفه يقتضي شكه في صحة ما أتى به؟.
(الجواب): قلنا: لم يخف من الوجه الذي تضمنه السؤال، وإنما رأى من قوة التلبيس والتخييل ما أشفق عنده من وقوع الشبهة على من لم يمعن النظر، فأمنه الله تعالى من ذلك وبين له أن حجته ستتضح للقوم بقوله تعالى: (لا تخف إنك أنت الأعلى) (3).
تنزيه موسى عن نسبة الاضلال لله تعالى:
(مسألة): فإن قال: فما معنى قوله تعالى حاكيا عن موسى (ع):
(ربنا إنك أتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) (4).