ثم كانت هذه النقول ضمن ما نقله شيخ الإسلام العلامة المجلسي - المتوفى سنة 1110 ه - عن كتاب " الغيبة " للشيخ الطوسي، وأودعه في موسوعته " بحار الأنوار " في الجزء 51 / 167 باب 12، في ذكر الأدلة التي ذكرها شيخ الطائفة رحمه الله على إثبات الغيبة.
هذا، وإن العلامة المجلسي قدس سره كان قد ذكر كتاب " المقنع في الغيبة " ضمن مصادر كتابه " بحار الأنوار " أثناء تعداده لها في مقدمته في ج 1 / 11، إلا أنني لم أعثر على ما صرح بنقله عنه مباشرة، بالرغم من تفحصي في (البحار) قدر المستطاع!
وعليه: يصبح الكتاب أحد مصادر " بحار الأنوار " بالواسطة، لا مباشرة.
كما نقل أمين الإسلام الشيخ الطبرسي - المتوفى سنة 548 ه - مقاطع مهمة من الكتاب - تارة بالنص وأخرى بإيجاز واختصار أيضا - وأودعها في كتابه " إعلام الورى بأعلام الهدى " من المسألة الأولى حتى المسألة الخامسة، من الباب الخامس، تحت عنوان: " في ذكر مسائل يسأل عنها أهل الخلاف في غيبة صاحب الزمان عليه ه السلام... ". ولم يصرح أيضا باسم " المقنع " وإن صرح بنقلها عن الشريف المرتضى.
فاهتمام هؤلاء الأعلام بإيراد مقاطع مهمة أو اقتباسهم منه في مصنفاتهم، دليل على إخباتهم بتقدم الشريف المرتضى وسبقه في هذا الميدان.
وفيما يلي ثبت يبين مقدار نقول الشيخين الطوسي والطبرسي - قدس سرهما - في كتابيهما من كتاب " المقنع ":