المصابيح في إثبات الإمامة - حميد الدين الكرماني - الصفحة ٧٠
رسول الله (ص) إليه، وكان غير ممكن ولا مقدر بقاء رسول الله في العالم ليكون بين ظهراني أمته فيرجعون إليه فيما يقع فيه خلاف ولا يعلمونه من أمر الدين، وجب أن يقوم مقام رسول الله (ص) من يرد إليه ما يختلف فيه من أمر الدين فيكون الحكم إليه فيه، ليكون أمر الله قائما، والذي يقوم مقام الرسول (ص) هو الامام. إذا الإمامة واجبة.
البرهان العاشر: لما كان القياس تحكيم النفس فيما يراد معرفته مما يقع فيه خلاف وشك والرجوع إليها، والاستدلال من جهتها على طلب وجهه، وكان الله تعالى قد منع الأمة من القياس بقوله تعالى:
* (وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله) * (1). ولم يقل وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إليكم، فيطرد القياس، وأكده بدلالاته إياهم على من يرد إليه بقوله تعالى: * (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) * (2) وجب من حيث منعهم من القياس أن يؤخذ (3) فيهم من يفتيهم فيما يختلفون فيه بعد النبي (ص) إذا رد إليه، ومن يرد إليه هو الامام. إذا الإمامة واجبة.
البرهان الحادي عشر: لما قال الله تعالى: * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * (4).
وكان لو كان لا يكون إمام في كل زمان وتخلو الأرض منه مع مجئ لناس إلى الكون أولا فأولا، لكان قول الله كذبا، وكان غير متوهم في قول الله تعالى الكذب، كان منه الايجاب بأن لكل زمان

(1) سورة 42 آية 10.
(2) سورة 4 آية 28.
(3) في (ع) يوجد.
(4) سورة 17 آية 71.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست