المصابيح في إثبات الإمامة - حميد الدين الكرماني - الصفحة ٦٩
ويطهر الناس ليكون أمر الله تعالى قائما، والذي يقوم مقام الرسول هو الامام. إذا الإمامة واجبة.
البرهان الثامن: لما كانت الشريعة " سببا في " (1) انسداد أبواب الفتن بإقامة رسومها، وانحسام مواد الظلم بإحياء حدودها، وكانت الشريعة تجمع أعمالا مستكرهة مثل القتل، والصلب، والجلد، والحد، والرجم، والنفي، وغير ذلك.
وكان البشر غير منفك من ارتكاب المعاصي التي بها ليستحق أن يفعل به مثل هذه الأفعال، وفي طبعه أن لا يريد السوء والآلام لنفسه ولا القتل إذا وجب عليه، ولا الصلب، ولا غير ذلك.
وكان في الامكان أن لو كان سبيل هذه الأعمال كسبيل غيرها مما كان موكولا إلى أمانة الناس قضاءه (2) مثل الصلاة، والزكاة، وغيرها، أن يخون فيها، ويخل بها، وجب من طريق الحكمة أن تكون مثل هذه الأعمال موكولة إلى من يقوم بها وبإقامتها على مستحقها، لئلا تتعطل (3) الرسوم والحدود فيعدم الامن، وتنفتح أبواب الشر، ومن يقوم بتلك هو الامام. إذا الإمامة واجبة.
البرهان التاسع: لما أوجب الله تعالى الرجوع فيما لا يعلم به ويختلف فيه، إلى النبي (ص) وحكم بالرد إليه بقوله: * (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) * (4) وكان المرجع فيما يراد معرفته مما كان يقع فيه نزاع وخلاف من أمر الدين أيام حياة

(1) سقطت في (ش).
(2) في (ش) قضاء.
(3) في (ش) يتعطل.
(4) سورة 4 آية 58.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست