سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٢ - الصفحة ٦٦
اسلام سلمان الفارسي رحمه الله 68 نا أحمد قال نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن عبد الله بن عباس قال حدثني سلمان الفارسي قال كنت رجلا من أهل فارس من أهل أصبهان من قرية يقال لها جي وكان أبي دهقان أرضه وكان يحبني حبا شديدا لم يحبه شيئا من ماله ولا ولده فما زال به حبه إياي حتى حبسني في البيت كما تحبس الجارية واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار التي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة فكنت كذلك لا اعلم من أمر الناس شيئا الا ما أنا فيه حتى بنى أبي بنيانا له وكانت له ضيعة فيها بعض العمل فدعاني فقال أي بني انه قد شغلني ما ترى من بنياني عن ضيعتي هذه ولا بد لي من اطلاعها فانطلق إليهم فمرهم لكذا وكذى ولا تحتبس عني فإنك ان احتبست عني شغلتني عن كل شيء فخرجت أريد ضيعته فمررت بكنيسة النصارى فسمعت أصواتهم فيها فقلت ما هذا فقالوا هؤلاء النصارى يصلون فدخلت أنظر فأعجبني ما رأيت من حالهم فوالله ما زلت جالسا عندهم حتى غربت الشمس وبعث أبي في طلبي في كل وجه حتى جئته حين أمسيت ولم أذهب إلى ضيعته فقال أي بني أين كنت ألم أكن قلت لك قلت يآبتاه مررت بأناس يقال لهم النصارى فأعجبني صلاتهم ودعاؤهم فجلست أنظر كيف يفعلون فقال أي بني دينك ودين آبائك خير من دينهم فقلت والله ما هو بخير من دينهم هؤلاء قوم يعبدون الله ويدعونه ويصلون له ونحن انما نعبد نارا نوقدها بأيدينا إذا تركناها ماتت فخافني فجعل في رجلي حديدا وحبسني في بيت عنده فبعثت إلى النصارى فقلت لهم أين أصل هذا الدين الذي أراكم عليه فقالوا بالشام فقلت فإذا
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»