سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٢ - الصفحة ٦٤
جنة ونار يجزون من أعمالهم قال نعم والذي يحلف به لوددت أن حظي من تلك النار أن توقدوا أعظم تنور في داركم فتحمونه ثم تقذفوني فيه ثم تطينون علي وأني أنجو من النار غدا فقيل يا فلان فما علامة ذلك قال نبي يبعث من ناحية هذه البلاد وأشار بيده نحو مكة واليمن قالوا فمتى تراه فرمى بطرفه فرآني وأنا مضطجع بفناء باب أهلي فقال وأنا أحدث القوم ان يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه فما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم وانه لحي بين أظهركم فآمنا به وصدقناه وكفر به بغيا وحسدا فقلنا له يا فلان ألست الذي قلت ما قلت وأخبرتنا قال ليس به 65 حدثنا أحمد قال نا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ من بني قريظة قال هل تدري عما كان اسلام أسيد وثعلبة ابني سعية وأسد بن عبيد نفر من هذيل لم يكونوا من بني قريظة ولا النضير كانوا فوق ذلك فقلت لا قال فإنه قدم علينا رجل من الشام من يهود يقال له ابن الهيبان فأقام عندنا والله ما رأينا رجلا قط لا يصلي الخمس خيرا منه فقدم علينا قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنين فكنا إذا قحطنا وقل علينا المطر نقول يا ابن الهيبان اخرج فاستسق لنا فيقول لا والله حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة فنقول كم فيقول صاعا من تمر أو مدين من شعير فنخرجه ثم نخرج إلى ظاهر حرتنا ونحن معه فيستسقى فوالله ما يقوم من مجلسه حتى تمر الشعاب قد فعل ذلك غير مرة
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»