سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٢ - الصفحة ٦٨
عليه فالحق به فلما دفناه لحقت بالآخر فقلت له يا فلان ان فلانا أوصاني إلى فلان وفلان أوصاني إليك قال فأقم يا بني فأقمت عنده على مثل حالهم حتى حضرته الوفاة فقلت له يا فلان انه قد حضرك من امر الله ما ترى وقد كان فلان أوصاني إلى فلان وأوصاني فلان إلى فلان وأوصاني فلان إليك فإلى من قال أي بني والله ما أعلم أحدا على مثل ما نحن عليه الا رجل بعمورية من ارض الروم فأته فإنك ستجده على مثل ما كنا عليه فلما واريته خرجت حتى قدمت على صاحب عمورية فوجدته على مثل حالهم فأقمت عنده واكتسبت حتى كانت لي غنيمة وبقرات ثم حضرته الوفاة فقلت يا فلان ان فلانا كان أوصاني إلى فلان وفلان إلى فلان وفلان إليك وقد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من توصيني قال أي بني والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل وان فيه علامات لا تخفى بين كتفيه خاتم النبوة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فان استطعت ان تخلص إلى تلك البلاد فافعل فإنه قد أظلك زمانه فلما واريناه أقمت على خير حتى مر بي رجال من تجار العرب من كلب فقلت لهم تحملوني معكم حتى تقدموني أرض العرب وأعطيكم غنمتي هذه وبقراتي قالوا نعم فأعطيتهم إياها وحملوني حتى إذا جاءوا بي وادي القرى ظلموني فباعوني عبدا من رجل من يهود بوادي القرى فوالله لقد رأيت النخل وطمعت ان يكون البلد الذي نعت لي صاحبي وما حقت عندي حتى قدم رجل من بني قريظة من أقرباء يهود وادي القرى فابتاعني من صاحبي الذي كنت عنده فخرج بي حتى قدم المدينة فوالله ما هو الا أن رأيتها فعرفت نعته فأقمت في رقي مع صاحبي وبعث الله عز وجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»