عمر متقلدا بالسيف أشفقوا منه فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجل القوم قال افتحوا له فإن كان الله عز وجل يريد بعمر خيرا اتبع الإسلام وصدق الرسول وإن كان يريد غير ذلك لم يكن قتله علينا هينا فابتدره رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع صوت عمر وليس عليه رداء حتى أخذ بمجمع قميص عمر وردائه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أراك منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك من الرجز ما أنزل بالوليد بن المغيرة ثم قال اللهم أهد عمر فضحك عمر فقال يا نبي الله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فكبر أهل الإسلام تكبيرة واحدة سمعها من وراء الدار والمسلمون يومئذ بضعة وأربعون رجلا وإحدى عشر امرأة 224 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال قال عمر حين أسلم (الحمد لله ذي المن الذي وجبت * له علينا أياد ما لها غير) (وقد بدأنا فكذبنا فقال لنا * صدق الحديث نبي عنده الخبر) (وقد ظلمت ابنة الخطاب ثم هدى * ربي عشية قالوا قد صبا عمر) (وقد ندمت على ما كان من زلل * بظلمها حين تتلى عندها السور) (لما دعت ربها ذا العرش جاهدة * والدمع من عينها عجلان يبتدر) (أيقنت أن الذي تدعوه خالقها * فكاد يسبقني من عبرة درر) فقلت أشهد أن الله خالقنا * وأن أحمد فينا اليوم مشتهر) (نبي صدق أتى بالحق من ثقة * وافي الأمانة ما في عوده خور)
(١٦٣)