سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٢ - الصفحة ١٥٨
السلام فشكى إليه هاتين الآيتين وما لقي من الناس فيهما فتبرأ جبريل عليه السلام منهما وقال لقد تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله عز وجل وقلت ما لم يقل لك فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا وخاف فأنزل الله عز وجل يعزيه له * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) * إلى قوله * (عليم حكيم) * 220 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال فلما بلغ من بالحبشة من المسلمين سجود أهل مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلوا أو من شاء الله عز وجل منهم وهم يرون أنهم قد تابعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دنوا من مكة بلغهم الأمر فثقل عليهم أن يرجعوا إلى أرض الحبشة وتخوفوا أن يدخلوا مكة بغير جوار فمكثوا على ذلك حتى دخل كل رجل منهم بجوار من بعض أهل مكة وقدم عثمان بن مظعون بجوار من الوليد بن المغيرة وأبو سلمة بن عبد الأسد بجوار من أبي طالب وكان خاله وأم أبي سلمة برة بنت عبد المطلب فأما عثمان بن مظعون فكان من خبره أن يونس بن بكير نا عن محمد بن إسحاق قال فحدثني صالح عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عمن حدثه قال لما رأى عثمان ما يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الأذى وهو يغدو ويروح بأمان الوليد بن المغيرة قال عثمان والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك وأصحابي وأهل بيتي يلقون من البلاء والأذى في الله عز وجل ما لا يصيبني لنقص كثير في نفسي فمشى إلى الوليد بن المغيرة وهو في المسجد فقال يا أبا عبد شمس وفت ذمتك قد كنت في جوارك وقد أحببت أن أخرج منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي به وبأصحابه أسوة قال الوليد فلعلك يا بن أخي أوذيت أو انتهكت فقال لا ولكني أرضى بجوار
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»