فهنا يتوجب الإمساك أما الكلام فيما شجر بينهم بعلم ودون محاباة وتقديم للأدلة والروايات الصحيحة وحسن تفسيرها فهذا لا شئ فيه بل لا يمكن الاستفادة من التاريخ ولا دراسته إلا بهذا، ومن أتى لي بعالم كبير من علماء الأمة أمسك عن الصحابة إمساكا مطلقا فأنا راجع إلى قوله.
على أية حال لن تجدوا عالما معتبرا أمسك عما شجر بين الصحابة إمساكا مطلقا لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمسك ذلك الإمساك الذي نفهمه، بل تحدث صلى الله عليه وسلم عن كثير من الأحداث التي حدثت أيام عثمان وعلي مثل حديث مقتل عثمان وحديث الحوأب وحديث الزبير وحديث عمار وأحاديث الخوارج... الخ. فهذه كلها تخالف مذهب الإمساك المطلق إما الإمساك في وقت دون وقت والإمساك عند الجهل بهذه الأمور أو عند التعصب والهوى فلا رب أن الإمساك هنا واجب أما تبرير الأخطاء التي نصت الأحاديث النبوية على أنها أخطاء فهذا ليس من مذهب أهل السنة والجماعة.
17 - كذلك في الحاضر ينبغي ألا نبرر أخطاء المؤرخين بأن قصده كذا أو لعل قصده كذا. فالخطأ خطأ، وإذا أكثرنا الاعتذارات التي لم نقتنع بها، ضاع الحق وسط ركام هذه الاعتذارات ثم إن الخطأ ليس كفرا ولا فسقا حتى نعتذر عن صاحبه ونورد له التأويلات والاعتذارات المبالغ فيها.
28 - إن المؤرخ المعاصر يتحمل مسؤولية أكبر من المؤرخ