الملاحظة الحادية عشرة: ثم يقول الدكتور العمري ص 93:
(وقد تمت بيعة علي بن أبي طالب في أعقاب الفتنة التي أودت بحياة الخليفة عثمان حيث بايعه معظم أهل الحل والعقد وتخلف بعضهم عنه ثم بايعه الناس عامة وكانت البيعة الخاصة والعامة في المسجد النبوي).
أقول: هذا الكلام كله جيد إلا قوله: (وتخلف بعضهم عنه) فكل أهل الحل والعقد قد بايعوا عليا مع أنه لا يشترط إجماع أهل الحل والعقد، وهذا بناه العمري على الروايات الضعيفة التي خالفت الروايات الصحيحة.
الملاحظة الثانية عشرة: ثم قال الدكتور ص 400: (وكانت بيعة على بعد أيام من مقتل عثمان)؟!
أقول: هذا خطأ محض بل كانت بيعة علي في اليوم الثاني من مقتل عثمان مباشرة أما إكثار (الأيام) فهذا من رواية سيف بن عمر الذي زعم أن المدينة حكمها الثوار خمسة أيام وهذه فرية لم يذكرها غير سيف والروايات القوية تجمع على ردها.
والخلاصة: أن كتاب الدكتور أكرم ضياء العمري مع أنه يعتبر من أفضل ما ألف في الخلافة الراشدة إلا أنه لم ينجح في (الاقتصار على الروايات الصحيحة) فكتابه ملئ بمضامين روايات الضعفاء والكذابين كسيف بن عمر وأمثاله.
أضف إلى ذلك أنه (لم يستوعب الروايات الصحيحة) في الموضوعات التي طرقها، سواء في بيعة علي أو في غيرها فكتابه