معلوم؟! وهل ثبت في تلك المصادر وأهمها البخاري أن بيعة علي رضي الله عنه لم يكن فيها شورى كما تفيد إحالة الدكتور العمري؟! اللهم لا.
وأرى أن الذي دفع الشيخ أكرم العمري لذكر المسألة إنما هو رغبته وحبه للاعتذار عن طلحة والزبير رضي الله عنهما ولكن الاعتذار يجب أن يكون بالحق لا بالباطل وهذا هو الخطأ الذي يقع فيه كثير من المؤرخين، تجدهم يدافعون بالباطل عن صحابي فيقعون في صحابي آخر بهذا الباطل أيضا.
ثم يزيد الدكتور العمري في تسويغ ما يراه من كراهية طلحة والزبير للأمر بقوله (ولأن الثوار أتوا بهما بأسلوب جاف عنيف ولا شك أن هذه الطريقة فرضتها طبيعة الأحداث لسيطرة هؤلاء الأعراب الجلف على المدينة)!! وهذا نقله الدكتور العمري من تلميذه عبد الحميد فقيهي كما يفهم من إحالته في الهامش!!، والفقيهي ذكره نقلا عن المؤرخ سيف بن عمر التميمي!! وسيف بن عمر وضاع كذاب!! فانتقل هذا الخطأ من (أكذب مؤرخ) في القرن الثاني إلى (أصدق مؤرخ) في القرن الحديث!! والسبب هو عدم البحث عن المصدر الرئيس لهذا الكلام؟! ورغم أن الفقيهي له بعض الأخطاء التي سنشير إليها بعد قليل إلا أن له بعض الأقوال الجيدة التي لم ينقلها الدكتور العمري مثل قوله (أي قول الفقيهي): (هذه هي الأسباب التي دفعت عليا إلى القبول بالخلافة عندما عرضها عليه الصحابة من المهاجرين والأنصار) وهذا في