فإذا رماها بالزناء دون تلك البينة المستحيلة أقيم عليه الحد طبقا للآية : (والذين يرمون المحصنات) (100) وأرقت هذه المشكلة حتى صحابة أكابر:
- (فقال سعد بن عبادة: والله يا رسول الله انى لأعلم انها (= الآية) حق وانها من عند الله ولكني قد تعجبت: لو وجدت لكاعا قد تفخذها رجل... لم يكن لي ان أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء فوالله انى لا آتي بهم حتى يقضى حاجته... فما لبثوا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية من ارضه عشيا فوجد عند أهله رجلا فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهيجه حتى أصبح وغدا على رسول الله فقال : انى جئت أهلي عشيا فوجدت عندها رجلا فرأيت بعيني وسمعت بأذني فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جاء به واشتد عليه) (101، 102، 103).
بداية لم يستنكر سعد بن عبادة وهو من هو ان يجد رجلا مع امرأته بل ناقش الآية باعتبار ان ذلك أمر جائز الورود ثم إن هلال بن أمية من أعيان الصحابة ومن أغنياء الأنصار وفى الخبر انه كان كان عائدا من ارضه (حيطانه وكرومه وبساتينه ونخيله... الخ).
ومع ذلك كانت تخونه زوجته الامر الذي يدل على انتشار تلك الظاهرة في عوالي المجتمع اليثربي وأسافله ويفسر لنا لماذا كانت الشابة حديثة السن تفعل ذلك لأنها كانت ترى بعينها أمها وزوجات أبيها وعماتها وخالاتها يفعلن ذلك... ونعود إلى سياق الخبر الذي انتهى بعبارة (فكره رسول الله - ص - ما جاء به أي هلال واشتد عليه) ووجه الشدة على محمد انه يعلم أن هلالا صادق فيما حدث به وان المرأة خؤون ولكن يرى ابن أمية خاليا من البينة أو الشهود الأربعة... ومعنى ذلك جلده ثمانين جلدة (على ظهره) وتخرج له زوجته وشريكها لسانيهما شماتة!!!