فنظرت إليها فرأيتها في عنق الزبير رضي الله عنه وأرضاه فقلت في نفسي لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ثم انني دنوت منه قليلا فلما رآني بهت لي وشخص نحوي طويلا ومن ما هو فيه أراد ان يكلمني ففضلت أغمزه بطرفي ولا أظهر أمري وقد عاين ذلك مني (فأنشد يقول) عجز الصبر عن صبري * ولا كن صابر على محكم الامر * سأصبر مظلوما ولم أك شاكيا * كما يصبر الظمآن في وادي الحري * وانتظر العفو من اله السما * لعل ان يأتي منه بالنصر * ولعل يأتي منه فرح عاجل * وينقذني من يد طائفة الكفر * وبعد هذا أصلي على المصطفى * الهاشمي المبعوث من مضر * عليه منا صلاة دائما ابدا * وأرجو الشفاعة في موقف الحشر * (قال) عمرو انه صار ير مقني بعينه وهو ساكن فرجعت عنه خوفا ان يفيض به ما هو فيه ويكلمني ويشهر حالي فمضيت عنه وانا طائر القلب عليه مفكر في امره وكيف اصنع ولم أزل إلى أن اقبل الليل فبينما انا مفكرو إذا بالعبيد قد أقبلت والى نحوي تبادرت وقال أجب الملك فقلت على العين والرأس وقد حدثتني نفسي انهم عرفوني ولكن ثبت جناني ومضيت معهم إلى أن اتينا إلى عدو الله وكان بين يديه غلام طويل والشجاعة لائحة بين عينيه (قال) فلما اتيت إلى رأس الغول قال لي مرحبا أيها الشاعر اعلم اني أحضرتك لأمر عجيب وهو اتي رضيت بما قد أسرت به علي واخترت لهذا الامر أكبر أولادي جندية وأعلمك انه المقدم على الف فارس ولا بد ان يمضي معك لعلي بن أبي طالب وهو يأتي به ذليلا حقيرا (قال) عمرو فلما سمعت من عدو الله ذلك الكلام قلت أيها الملك ان سار ولدك جندية معي عملت معه على قدر جهدي وفديته بروحي فلما سمع مني ذلك دعا لي وقال اذهب إلى الرب فراش تبلغ آمالك ثم خرج من عند صنمه وسر نا حتى القواس فسألني عن حالتي فقلت له انا سائر في حاجة الملك فأضافنا في الحديقة وقدم لنا المائدة فأكلنا شربنا وطلبنا المسير إلى أن وصلنا إلى عين ماء فقلت لجندية انزل بتا نستريح على الماء فنزلنا وأكلنا وشربنا وجلسنا للحديث فنام جندية فسجت حسامي وذبحته واخذت ما كان معه وسرت
(٢١)