النهار فقام وصلى الافتتاح وركب الفرسان وقد اصطفت الصفوف وترتبت الألوف وبرز من المسلمين المقداد بن الأسود لله دره من بطل ما أخبره بالحرب لأنه نزل إليه أول فارس فقتله والثاني جندله والثالث من أعلى جواده رجله ولم يزل كل من نزل إليه يقتله إلى أن قتل خمسة وعشرين فارسا فتأخرت الفرسان إلى ورائها ولم يبرز إليه أحد فحمل على المسيرة فقتل منها ثلاثة فوارس وحمل على اليمنة فقتل منها فارسين وحمل على القلب فاختطف منه أربعة كل فارسين في يد وطلع من بين الرجال إلى أن وصل إلى الامام فضربهم في بعضهم البعض ورماهم إلى الأرض فاختلطوا (قال الراوي) فلما نظر المقلقل إلى ذلك ازداد همه وكثر غمه وصاح في عسكره با لحملة فحمل المشركون وتلقاهم المسلمون وما زال الدم يبذل ونار الحرب تشعل إلى أن قرب الليل فرجع كل واحد منهم إلى مكانه وكان الرابح في ذلك اليوم المسلمون لان الذي قتل من الكفار أربعة آلاف فارس وسبعمائة (قال الراوي) فلما رأى ذلك مقلقل لطم على وجهه وحتى التراب على رأسه ثم انه كتب كتابا لأبيه يقول فيه اما بعد فنحن مغلوبون وان لم تدركنا بالعساكر فانا ها لكون عن أخرنا ثم أعطاه للنجاب وأمره بالمسير فاخذه وسار إلى رأس الغول هذا ما كان من أمر هؤلاء واما ما كان من أمر الاسلام فإنهم لما انقضت الواقعة بين الطائفتين ورجع المسلمون إلى خيامهم بالسلامة قاموا يطلبون الراحة وبينما هم كذلك وإذا بغبار وقد ثار وعلا وسد الأقطار وبان للناظرين عن خمسة آلاف فارس ومثلهم قدا قبلوا من جهة اليمين ومقدمهم فارس طويل كأنه من بقايا قوم عاد وكان ذلك الفارس يقال له القطاع وكان بطلا شجاعا وكان السبب في مجيئه بالرجال الكتاب الذي أرسله مقلقل وسار به النجاب إلى رأس الغول فلما رأى المسلمون ذلك قالوا لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ولكن قد وعدنا بالنصر من الله الكريم فلا نبالي باضعاف ذلك هذا وان مقلقل لما رأى ذلك الجيش اتى من قبل اليمن قام على الاقدام وامر العساكر جميعا با لحملة على المسلمين فعندها قال الامام اركبوا يا عصبة الاسلام فركبوا واختلطوا بعضهم البعض ووقع الحرب واشتد الطعن والضرب فبينما هم على ذلك الامر وإذا بغبار قد ثار وعلا حتى حجب ضوء الشمس ولم يزل سائر إلى أن قرب على الطائفتين وإذا بألف فارس كرار
(٢٤)