فتأملهم المسلمون فإذا هم من جهنم والمقدم عليهم طلحة بن عبد الله التميمي ولما وصلوا سلموا على المسلمين وتقدم الامام وقال لهم يا عصبة الاسلام دعوني في القلب وزهير والفضل في الميمنة والمقداد وخالد بن الوليد في الميسرة وسعد بن عبادة بن الصامت في الجناح اليمين وطلحة في الجناح اليسار فعند ذلك حملوا ونادوا الله أكبر فاما الامام فإنه قتل من تلك الحملة الف فارس وقتل من المشركين خمسة آلاف فارس وستمائة والباقي ولوا هاربين منهزمين فتبعهم المسلمون وقتلوا مهم خلقا كثيرا وقد أسروا منهم ستمائة أسيرا ورجع المسلمون بالعز والسلامة والكفار بالخيبة والندامة (قال الراوي) فبينما المسلمون كذلك وإذا بغبار قد ثار وبان عن عشرة آلاف فارس ومقدم هذا الجيش بطل صنديد يقال له الأحزم بن عباد الصنم وما زال بالرجال إلى أن التقي بالمهزومين ومقلقل فسلم عليه واجتمع عليه المهزومون ثم إن مقلقل أراد البراز فمنعه ذلك الفارس وقال له حتى تتكامل الرجال فبينما هم كذلك وإذا بغيرة طلعت وبانت عشرة آلاف فارس ومقدمهم فارس يقال له عدو الله بن صفو فقال لهم أنزلوا جهة اليمين وإذا بغيرة أخرى طلعت عن الف فارس ومقدمهم زهير النخلي فقال لهم وأنتم فكونوا على اليسار فنزلوا كما أمر هم إذا بغبرة طلعت وبانت عن عشرة آلاف فارس ومقدمهم فارس يقال له كربوس وقال لهم أنتم تنزلون في وسط الوادي كل هذا والمسلمون يعاينون ذلك الابصار فعند ذلك نادى الامام بعمرو ابن أمية الضمري وعبد الله ابن أنيس وقال أم تنظر ان إلى هذا الجيش الذي أحاط بنا من كل مكان ولولا فضل الله علينا ما كنا صبر نا لحظة واحدة والآن أريد منكما ان تمضيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسلموا لي عليه وتخبروه بما نحن فيه وجدا في مسير كما فقالوا سمعا وطاعة وخرجوا كالريح الهبوب ثم انهم لم يمض ساعة الا والغبار ثار وإذا به من جهة جيش الاسلام وفي مقدمته سيد الامام (قال الراوي) فلما رأى الإمام علي ذلك فرح واستبشر ورجع على المسلمين وأخبر هم بصحة الخبر فهللوا وكبروا وترجلوا عن خيولهم واليه أقبلوا وقبلوا يديه وركبوا خيولهم كل هذا يجري ومقلقل ينظر ويرى ثم إن مقلقل اقبل على قومه وقال لهم من هذا الفارس الذي نراهم يعضمونه قالوا له لا ندري ولا رأينا شكلة في الفوارس فما أحلى جبينه وما أبهى طلعته ثم إن مقلقل دعا فارس
(٢٥)