يقول يا أخي محمد يقرؤك ربك السلام وانه قد أرسل لك الملائكة المقربين لنصر عباده المؤمنين ولو أردت ان الله يطبق بهم الأرض لفعل من اجلك يا محمد فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم فرح فرحا شديدا لان المسلمين كانوا في هذه الساعة مغلوبين من كثرة جيوش المشركين فأمطر الله من السماء على عباده المؤمنين دون الكافرين فغسل ذلك المطر الدروع وآلة الحرب وجبر منهم المجروح وسال على الأرض فجمدت وفي تلك الساعة نزلت الآية العظيمة على سيدنا محمد وهي قوله تعالى (وينزل عليكم من السماء ماء ليطهر كم به إلى قوله ان الله شديد العقاب) قال ابن عباس رضي الله عنهما ان الملائكة في هذه الساعة على خيول شهب وعليهم من الجنة ثياب خضر هذا وقد التحم القتال وزاد الضرب وولى المشركون الا دبار وما زالوا في سيوف حداد إلى الوادي الأول وكان عند غروب الشمس ودخلوا وقد اغلقوا الأبواب وكان بابه من الحجر الأسود ما يفتحه الا مائة بطل ودخلوا من داخل الأبواب هذا ما كان من هؤلاء واما ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم قال قل معي يا عرفجة اشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا وصدقا فلما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الكلام قال وأي آية منك رايتها يا محمد حتى اشهد انك نبيه حقا ورسوله صدقا (قال الراوي) فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم كلامه أطرق رأسه إلى الأرض حياء من الله تعالى وقال أنت عالم الغيوب فهبط جبريل عليه السلام في الحال وقال يا محمد خذ العود منه واغرسه في الأرض ترى ما يسرك فلما سمع النبي من جبريل وثب قائما واخذ العود من عرجفة وغرسه بيده الشريفة في الأرض فاخضر وأورق في الوقت والساعة وفرع منه سبعة أغصان وفي كل غصن سبعة ثمرات وثمر كل غصن له لون لا يشبه الاخر ولها روائح زكية تفوق المسك فلما رأى المسلمون ذلك هللوا وكبروا وكبر عرجفة وقال اشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فاز من صدقك وخاب من كذبك هذا ما كان من عرجفة واما ما كان من أمر اللعين حين طلع النهار خرج ونزل إلى الميدان وقال البراز لا ينزل الاكل صنديد فنزل إليه علي وأنطبق على الملعون طبقة الحق وضياقة ثم ضربه بقوة ساعده فوقعت الضربة على الر قادة قطعتها وعلى رأس الملعون فكسرتها وما زال السيف يهوي حتى شق الفارس والفرس فعندها
(٣٢)