يا سعيد ثم أمر الفضل بن عباس ان يسير ويأخذ معه ألفا من الناس فامتثلوا امره وساروا مع الفضل وهم فرحون بذلك الامر وطلبوا منه الاذن في المسير فأذن لهم وقال اخرجوا مع أثر ابن عمي علي ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال على بعمرو بن أمية الضمري فأجابه بالتلبية فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلا له فأنت وعبد الله الجني تخرجون امام القوم وتسبقون القوم وتلحقوهم بابن عمي علي بن أبي طالب واقرأوه مني السلام وكونوا معه في تلك الأماكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا قال فأجابوه بالسمع والطاعة وخرجوا من عنده وهم مثل الربح الهبوب فلم يكن اخز النهار حتى أدركوا الكرار فلما نظر إليه الإمام علي كرم الله وجهه نادى ما الخبر يا أحباب الله فقالوا له النبي صلى الله عليه وسلم أرسلنا إليك وقد أمرنا بالسلام عليك وان جبريل عليه السلام أخبره بما صار من الاحكام وبخبر الزبير بن العوان وانه الآن في يد اللئام وقد وقع له كثير آلام ويعلمه جبريل بما جرى من عباد اللات وجماعة وخروجهم من مكة اسلام صارم وموت رفقته وان النبي صلى الله عليه وسلم أرسل لك الفضل بن العباس في الف فارس من المسلمين وابطال الموحدين ولكننا كنا سابقون وهم بنا لاحقون وهذا ما جئنا به من الرأي فلما سمع الامام ذلك شكر هم على الاهتمام وأكثر من الصلاة على سيدنا محمد ولد عدنان وقال لهم إن شاء الله الملك العلام في غد نرحل من هنا إلى مرج أفيح ثم إن الامام قعد يتحدث معهم إلى أن لاح الفجر ثم ركب وبهما قد صار إلى أن ظهر النهار وإذا بهم أشرفوا على مرج أفيح فنزل الإمام علي كرم الله وجهه واستراح هو وجماعته الاثنين وقد أعجبهم ذلك الوادي فمكثوا فيه يو مهم وليلتهم (قال الراوي) ولما أصبح ركب الإمام علي وساروا وإذا بغبار قد ثار وعلا وسد الأقطار قال الامام اجلسوا مكانكم حتى اكشف لكم هذا الغبار ثم سار إلى أن وصل إلى ذلك الغبار وإذا به تحقق فارسا طويلا راكبا على جواد أدهم ومعه جارية في هودج وكان اسم ذلك الفارس زهير فلما نظر إلى الإمام قال من أنت أيها الفارس الذي دنا اجله وآن من الدنيا مرحله فقال الامام دونك والقتال والحرب والنزال فوثب إليه الامام وقبض على مرفة بطنه واقتلعه من سرجه وعلقه من قائم زنده وصار كأنه عصفور في يد الباشق الكسور ثم إن الامام عليا صاح يا أبا الفضل خذا لملعون واو ثقة كتافا وقوا سواعده
(١٦)