والأطراف فأخذوه المسلمون أسيرا وقادوه ذليلا حقيرا (قال الراوي) هذا ما كان من هؤلاء واما ما كان من أمر الجارية نظرت إلى الغلام وهو أسير كشفت عن وجهه واخذت سيفا كان معها وركبت جواد سيدها وهجمت على المسلمين فقتلت رجلا وطلبت البراز فلم يبرز لها أحد فلما شاهد الامام ذلك خرج إلى الميدان وهو على غير خاطر وسار إلى أن قاربها وقد وكزها بعقب الرمح فرماها على الأرض أدناها وأراد ان يأمر بأسرها وإذا بها بادرته في الكلام وقالت له أيها الفارس الهمام أطلق سبيلي واعف عني فاني قائلة على يديك قولا عادلا مخلصا اشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنشدت تقول ان الزمان رماني منه بالمحن * وذلني بفراق الاهل والوطن يا ويح باكية تبكي على البطل * قد كان يسعفها في سالف الزمن فاليوم أفجعتني يا أبا الحسن * فجد علي ببعلي يا أبا الحسن اني أصلي على المختار من مضر * هو الذي قد أباد الشر مع مجن عليه مني سلاما دائما ابدا * ما هب ربح الصبا في سائر زمن * (قال الراوي) فلما سمع الإمام علي من الجارية ذلك الشعر والنظام نادى يا زهير انظر زوجتك فإنها أسلمت وأمرها إلى ربها سلمت فان سلمت أنت الآخر فهي لك وان لم تسلم زوجتها لغيرك فلما سمع زهير من الإمام علي ذلك الكلام قال يا أبا الحسن الان لان قلبي وهداني ربي وراق ذهني ولبي فمد الآن يدك إلي فانا قائل على يدك اشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان محمد رسول الله فعند ذلك قام له الإمام علي وحله من وثاقه وضمه إلى صدره ففرح المسلمون فرحا شديدا ثم إن زهير قال سيروا بنا إلى ما تريدون فها انا لكم رفيق في كل أمر مضيق فقال الامام على اعلم يا زهير إننا سائرون إلى بلاد اليمن قاصدون إلى مخارق الملقب براس الغول وقد امرني بذلك الرسول قال فلما سمع زهير ذلك الكلام تبسم ضاحكا وقال والله يا امام ما مشيت في هذه الأودية الا قاصدا هذا الجبار ثم إن الامام وزهير ومن معهم ساروا ماشين إلى أن قابلهم الأمير عمرو فقال له الامام حدثنا يا عمرو بما رايته في سفرك هذا فقال له عمرو اعلم يا أمير المؤمنين اني انظر بئر ماء
(١٧)