إلى أن وصلوا إلى الملك فوجدوه قد جهز الجيش ليسيروا إلى محاربة محمد في مدينة يثرب فلما وجد قال لابنه مقلقل سر أنت بهذا الجيش وقاتل المسلمين ثم إن مقلقل سار قليلا هو وجيشه فوجد الإمام علي ومن معه فبرز إليهم الامام فبرز عليه مقلقل فبينما الامام في الميدان وإذا بفارس من المسلمين يقال له العامري قال له أيها الامام انك لم تنزل الميدان الا إذا عجزت المسلمون امام الكفار فلما نظر ذلك مقلقل رجع هو وبرز إلى زهير رجل اسمه المغيرة بن الربيع فتضاربوا مع بعضهم فضربه زهير أماته في الحال وما زال الحال كذلك مدة من الأيام أفنى المسلمون فيها ثلاثة أرباع الكفار قال الراوي فلما وجد مقلقل ذلك أنه امام خطر وموت عاجل أرسل كتابا إلى أبيه ليرسل له جيشا فأرسل له أبوه جيشا كبيرا فلما رأى الامام ذلك قال لعساكر الاسلام اصطفوا صفوفا فاصطفوا فنزل الميدان مقلقل ونادى هبا ابرزوا يا عساكر الاسلام إلى مقلقل بن رأس الغول البطل المقدام فبرز إليه زهير العامري ونادى برفيع صوته يا عبدة الأصنام سوف أفنيكم بحد الحسام وأنشد يقول:
من كان يدري اضربي اليوم ليبرز * فاني في الطعان اليوم لم أتم * سأهجم فيكم واضرب بصارمي * فسيفي شهير للمنايا دائم * وسوف تروا مني كل نائمة * تعلو كم يا عبدة الأوثان قال الراوي فلما فرغ زهير من كلامه وإذا بفارس من عساكر القلقل قد اندفع إلى الميدان وصال وتقدم إلى زهير وأراد ان يجول معه وإذا برأسه عن بدنه مفصول وعجل الله بروحه إلى النار وبرز إليه آخر فلحق بأخيه مقرون ولم يزالوا يقتلون فارسا بعد فارس إلى أن قتل سبعون تأخرت عنه الفرسان فطلب البراز فلم يبرز إليه أحد فرجع زهير إلى علي فقام له ورحب به وشكره على فعله ثم أقاموا يتحدثون مع بعضهم بعض ولما اقبل الليل جلس الأمير يتحدث مع أصحابه وقد قال لخالد أخبرني عن سبب مجيئتك لنا فقال يا أمير المؤمنين ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سال الرجل الغطفاني امرني الالتحاق إليكم في الف لان الجيوش كثيرة فسرت كما امرني ولم أزل سائر إلى أن وصلت هنا وهذا كان السبب ثم إن كان واحد منهم صار يحكي حكاية ولم يا خذا أحدا منهم النوم إلى أن طلع