ويحذره من عذاب النار فمن فيكم يبيع نفسه في سبيل الله تعالى ويمضي إلى هذا الملعون انا اضمن الجنة فوثب إليه عبد الله بن انس الجهني رضي الله عنه وقال يا رسول الله نا لها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجلس مكانك بارك الله فيك ثم أعاد القول وقال من يضمي إلى مخلوق بن شهاب فقال ابن أمية الضميري رضي الله تعالى عنه انا امضي إليه يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجلس مكانك بارك الله فيك ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أصحابي من فيكم ينطلق إلى عدو الله رأس الغول وانا اضمن له على الله الجنة وكان الزبير بن العوام حاضرا في المجلس فخشى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له اجلس مكانك مثل ما قال لعبد الله وعمرو وقد أراد ان يكون ذلك القصر له فقام وخرج من عندهم وودع أهله وأقاربه وقد أوصي أهله الا يعلموا أحدا بخبره وما زال سائرا يقطع البراري والقفار هذا ما كان من امره واما ما كان من أمر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه هبط عليه جبرائيل عليه السلام وقال يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك ان الزبير بن العوام لم يمض إلى بلاد رأس الغول وحده ويقول لك أرسل ابن عمك خلفه على اثره وعرج جبريل إلى السماء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الحاضرين بخبر الزبير بن العوام ثم بعد ذلك نادى أين سلمان الفارسي فأجاب بالتلبية في الحال قال النبي صلى الله عليه وسلم امض إلى ابن عمي علي ابن أبي طالب فقال السمع والطاعة ثم انطلق وأخبر الامام عليا بما قال النبي وكان الامام رضي الله عنه مريضا محموما فقال الامام جاءنا وحياة عينيه لا أستطيع القيام مما انا فيه فارجع إليه واقرأه مني السلام وأخبره بتلك الأسقام فرجع سليمان إلى النبي وأخبره بما قاله الامام فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قال لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ثم نهض قائما من ساعته ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فسار الامام ودخل النبي صلى الله عليه وسلم على الامام فأراد الامام ان يقوم فلم يقدر بان يقوم من مكانه لما فيه من الألم فقال النبي يا أبا الحسن كيف تجد نفسك بخير إن شاء الله فقال الامام بقدومك يا ابن عمي فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا الحسن ان أخي جبريل قد هبط علي وأمرني ربي ان أرسلك إلى ديار رأس الغول فقم واخلع ما عليك من ثياب ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم