جمهور من الناس (1). وقبل أن ينبلج صباح اليوم التالي كان رأسا مسلم وهاني أول شهيدين في ثورة الحسين، مغروسين على أسنة الرماح في طريقهما إلى دمشق.
سارع ابن زياد إلى تطويق ذيول ما يمكن أن يحدثه مصرع الزعيمين الشيعيين من ردة فعل في الكوفة، فأبعد عنها عددا من المتعاونين مع مسلم وقبض على أشدهم خطورة وزج بهم في السجن من أمثال المختار بن أبي عبيد الثقفي وسليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن نجبه الفزاري وغيرهم (2). واختفت فئة من هؤلاء، فلم تتمكن منها شرطة ابن زياد وجواسيسه.. وأما الذين استهوتهم اغراءات أمير الكوفة، فقد انضموا إلى جانب السلطة وأصبحوا جزءا من النظام الحاكم وصاروا يشكلون طبقة لها امتيازاتها الخاصة عرفت بطبقة الاشراف.
والواقع ان الانقلاب الذي قاده ابن زياد ضد مسلم في الكوفة لم يكن يخلو من مغامرة.
وقد ساعدته عدة عوامل على نجاح انقلابه وافشال حركة مسلم أهمها شخصيته السياسية الصارمة التي شابهت إلى حد كبير شخصية أبيه، ثم التركيب القبلي في الكوفة ونجاح