التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ٧٣
فاعترف هاني حينئذ ولكنه رفض تسليمه وأصر على ذلك رغم السجن والتعذيب والله لو لم أكن الا واحدا ليس لي ناصر لم أدفعه حتى أموت دونه (1).
وفي تلك الأثناء كان ابن زياد يقوم بحملة إعلامية واسعة لاستعادة زمام الموقف الذي أفلت، وفق مخطط ذكي وتكتيك بارع. فأوهم رؤساء القبائل بأن جيوشا عظيمة من الشام تشق طريقها إلى العراق (2)، ونثر رجاله في شوارع الكوفة لتخذيل الناس عن مسلم ومحاولة التأثير عليهم نفسيا بإشاعة جو من الذعر والخوف (3). وقد أعطت هذه الحملة نتائجها الايجابية، ووجد رسول الحسين نفسه أخيرا في قلة قليلة جدا من الأنصار (4) وفوجئ بشرطة ابن زياد يقودها محمد بن الأشعث تلقي عليه الحصار، فقاوم ببطولة ولكن دول جدوى. وسيق أخيرا إلى قصر الامارة ليواجه مصيره بنفس الشجاعة البطولية (5). ثم جيء برفيقه هاني بن عروة من سجنه وقد أنهكوه تعذيبا، وحمل إلى السوق حيث أعدم أمام

(١) الطبري: ٦ / ٢٠٦.
(٢) الطبري: ٦ / ٢٠٨.
(٣) مقاتل الطالبيين: ٦٧.
(٤) الطبري: ٦ / ٢٠٨.
(٥) الطبري: ٦ / ٢١٣، مقاتل الطالبيين: ٧١.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»