التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ٧١
ومن هناك أخذ يجري اتصالاته مع بقية الزعماء بسرية تامة، حتى إذا استكمل هذه الاتصالات وضمن التأييد الكافي للتحرك كتب إلى الحسين يطلب منه القدوم.
غير أن استخبارات السلطة وقفت على نشاط مسلم ورفعت تقريرا عنه إلى أمير الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري، وكان معروفا باعتداله، فرفض أن ينساق مع زبانية النظام باتخاذ أي اجراء ضد مسلم. فرفع هؤلاء تقريرهم مباشرة إلى يزيد وفيه تحذير من نشاط مسلم ورغبة باستبدال واليهم الضعيف، بآخر قوي قادر على العنف ولا يرتبك من سفك الدماء.
وكان ذلك أول امتحان لخلافة يزيد، أثبت صحة ما قيل في شخصيته الانفعالية وفي كفاءته المحدودة في عالم السياسة. فقد سارع إلى عزل النعمان بن بشير فورا، وتسمية واليه على البصرة عبيد الله بن زياد واليا على الكوفة بالإضافة إلى منصبه. وكان هذا ما تمناه زبانية النظام والمستفيدين من خيراته، فهذا الرجل خريج بارز من مدرسة العنف التي كان أبوه زياد أول مؤسسيها في العراق، ولعله كان أكثر تطرفا وأشد عنفا من أبيه.
أثبت عبيد الله أنه على استعداد دائم لاية مهمة يكلفه بها الخليفة، وكان هو على علم بتحركات الحزب الشيعي
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»