التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ٦٦
جعلت منه قائدا عسكريا لامعا. فالصورة التي في أذهان الناس ظلت كما هي تأبى أن تتغير.
تسلم يزيد الخلافة إذا، ومعها ميراثا ثقيلا من المشاكل، كان معاوية قد نجح في تجميدها أو تأخير انفجارها. ومن أبرز هذه المشاكل، مشكلة الخلافة نفسها. فهناك أكثر من طامح يتحين الفرصة المناسبة للوثوب في سبيلها. ففي مكة اعتكف عدد من زعماء العرب من أبناء الخلفاء السابقين وغيرهم، احتجاجا على خلافة يزيد وتكريسا لعدم اعترافهم بها. وفي الكوفة، مركز الحزب الشيعي الذي سار شوطا مهما في عملية البناء التنظيمي، اتخذت الأمور بعدا آخرا تعدى الاحتجاج والرفض إلى الثورة الشعبية.
والواقع ان ملامح التحرك في الكوفة بدأت في وقت سابق أيام معاوية. فقد ذهب أكثر من وفد من الحزب إلى المدينة وبحث مع الحسن في شأن الثورة. وها هو سليمان بن صرد الخزاعي يخاطبه باسم أحد الوفود: فإن شئت فأعد الحرب جذعة، وأذن لي في تقدمك إلى الكوفة. فأخرج عنها عاملها وأظهر خلعه، وتنبذ إليهم على سواء ان الله يحب الخائنين (1).

(١) دائرة المعارف الاسلامية الشيعية 2 / 45.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»