(243 صفرا أمام عشرة بلايين)، حتى يتسنى لنا حدوث امكان في ايجاد جزيء بروتيني يمنح الحياة.
ويقول دي نواي في هذا الصدد: لابد ألا ننسى أن الأرض لم توجد الا منذ بليونين من السنين، وأن الحياة؟ في أي صورة من الصور؟ لم توجد الا قبل بليون سنة، عندما بردت الأرض (1).
هذا، وقد حاول العلماء معرفة عمر الكون نفسه، وأثبتت الدراسة في هذا الموضوع أن كوننا موجود منذ 000000000000، 5 سنة.. وهي مدة قصيرة جدا، ولا تكفي على أي حال من الأحوال لخلق امكان، يوجد فيه الجزئ البروتيني، بناء على قانون الصدفة الرياضي.
وأما ما يتعلق بأرضنا التي ظهرت عليها الحياة، فقد عرفنا عمرها بصورة قاطعة، فهذه الأرض كما يعتقد العلماء، جزء من الشمس، انفصل عنها نتيجة لصدام عنيف وقع بين الشمس وسيار عملاق آخر، ومنذ ذلك الزمان أخذ هذا الجزء يدور في الفضاء، شعلة من نار رهيبة، ولم يكون من الممكن ظهور الحياة على ظهوره حينئذ لشدة الحرارة، وبعد مرور زمن طويل أخذت الأرض تبرد، ثم تجمدت وتماسكت، حتى ظهر امكان بدء الحياة على سطحها.
ونستطيع معرفة عمر الكون بشتى الطرق، وأحسن طريقة عرفناها لهذه الدراسة، هي التي توصلنا إليها بعد كشف العناصر المشعة Radio - Active Elements، فان الذرات الكهربية تخرج من هذه العناصر بنسبة معلومة بصفة دائمة، وهذا التحلل Disintegration يقلل الذرات الكهربية في هذه العناصر، لتصبح تلقائيا عناصر غير مشعة عبر الزمان، واليورانيوم أحد هذه العناصر المشعة، وهو يتحول إلى معدن (الرصاص) بنسبة معينة نتيجة لتحلل الذرات الكهربية، وهذه النسبة في الانتشار لا تتغير تحت أي ظرف، من أدنى أو أقصى درجات الحرارة أو الضغط، ولهذا سنكون على صواب لو اعتبرنا أن سرعة تحول اليورانيوم إلى (الرصاص) محددة وثابتة لا تتغير.
ان قطع اليورانيوم توجد في كثير من الهضبات والجبال، ومما لاشك فيه أن هذا اليورانيوم هو جزء من ذلك الجبل، منذ أن تجمد في شكله الأخير، عند تجميد الأرض..
وعلى جانب هذا اليورانيوم نجد قطعا من الرصاص، ولا نستطيع أن ندعي أن كل هذا الرصاص نتج عن تحلل اليورانيوم. والسبب في هذا أن الرصاص الذي يتكون من تحلل اليورانيوم يكون أقل وزنا من الرصاص العادي، وبناء على هذه القاعدة الثابتة يمكننا أن نجزم بما إذا