ولو أننا استطعنا الهروب من عقاب محكمة الدنيا، فلن نتمكن بالتأكيد؟ من أن نفلت من عقاب صاحب التشريع السماوي.
ولو أننا حاولنا تفادي عقاب الدنيا. فسوف نذوق عذابا مضاعفا يوم القيامة، يفوق عقاب الأرض ملايين المرات، قسوة وعنفا.
* * * خامسا؟ القانون والفرد ورد في التاريخ الإنجليزي أن الملك جيمس الأول أصدر مرسوما يقول بأنه (الملك) يستطيع أن يحكم البلاد مطلق العنان، كما أن من حقه اصدار أحكام دون أن تخضع للمرافعة أو الاستئناف في المحاكم.
وكان رئيس القضاة حينئذ هو القاضي الشهير اللورد كوك Coke وكان شديد التمسك بالدين حتى اعتاد أن يقضي ربع يومه في الكنيسة وذهب اللورد كوك ليقول للملك ليس من حقك أن تحكم في أي شئ ولابد لجميع القضايا أن تذهب إلى المحكمة للنظر فيها..
فقال له الملك: انني أرى؟ وهو ما سمعته؟ أن القوانين قد وضعت على أساس العقل، فهل أنا أقل من قضاتك عقلا؟.
فأجابه رئيس القضاة: انه مما لاشك فيه أنكم تتمتعون بعلم وكفاءة مثاليين، ولكن القانون يتطلب تجربة طويلة ودراسة عميقة. وفوق ذلك هو الميزان الذهبي الذي يزن حقوق الرعية، وهو الذي يصون شخصيتكم..
فغضب الملك بشدة وقال: هل أنا أيضا أخضع للقانون؟ ان هذا المقال بمثابة تمرد وخيانة!.
وكان جواب اللورد كوك أن ذكر الملك برأي براكتون Bracton، الذي قال: إن الملك لا يخضع لأحد من الناس، ولكنه خاضع لله وللقانون (1).
وهنا؟ لو جردنا القانون من الله، فلن نجد أساسا معقولا للقول بأن: الملك خاضع للقانون؟ لأن الذين صاغوا القانون، وأصدروه بإراداتهم، يستطيعون؟ في الوقت نفسه ؟ تعديله وتغييره إذا ما أرادوا ذلك، فكيف؟ آذن؟ سيخضعون لذلك القانون (2)؟.