الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ١٤٥
يعبر القرآن عن بداية الكون على النحو التالي:
(أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما (1).
أما عن نهاية الكون، فهو يقول:
(يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب) (2).
فالكون، بناء على تفسير هذه الآيات كان منضما ومتماسكا (الرتق: منضم الأجزاء)، ثم بدأ يتمدد في الفضاء، ويمكن رغم هذا التمدد تجميعه مرة أخرى في حيز صغير.
وهذه هي الفكرة العلمية الجديدة عن الكون، فقد توصل العلماء، خلال أبحاثهم ومشاهداتهم لمظاهر الكون، إلى أن المادة كانت جامدة وساكنة في أول الأمر، وكانت في صورة غاز ساخن، كثيف، متماسك. وقد حدث انفجار شديد في هذه المادة قبل 000000000000، 5 سنة على الأقل، فبدأت المادة تتمدد وتتباعد أطرافها. ونتيجة لهذا أصبح تحرك المادة أمرا حتميا، لا بد من استمراره، طبقا لقوانين الطبيعة، التي تقول:
ان قوة الجاذبية في هذه الأجزاء من المادة تقل تدريجيا بسبب تباعدها (ومن ثم تتسع المسافة بينها بصورة ملحوظة).
ويعتقد العلماء أن دائرة المادة كانت 000، 1 مليون سنة ضوئية، في أول الأمر. وقد أصبحت هذه الدائرة الآن، كما يقول البروفسور ايدنجتون: عشرة أمثال بالنسبة إلى الدائرة الحقيقية. وهذه العملية من التوسع والامتداد مستمرة دون ما توقف. وكما يقول البروفسور ايدنجتون:
ان مثال النجوم والمجرات: كنقوش مطبوعة على سطح بالون من المطاط، وهو ينتفخ باستمرار، وهكذا تتباعد جميع الكرات الفضائية عن أخواتها بحركاتها الذاتية، في عملية التوسع الكوني (3).
وأما الأمر الآخر، فقد ثبت لنا صدقه، كما ورد في القرآن. فكان الانسان القديم يرى أن النجوم يبتعد بعضها عن بعض رأي العين، ولكننا نراها متقاربة لبعدها الهائل عن الأرض وهي في حقيقة الأمر متباعدة بمسافات قياسية.
ولم يقف الأمر بنا عند هذا الحد، بل عرفنا أيضا أن تلك الأجسام والأجرام التي كنا نشاهدها في قديم الزمن، وكنا نحسبها كاملة وسالمة، أكثرها يحتوي على فضاء خال.

(1) الأنبياء / 30.
(2) السابقة / 104.
(3) The Limitations of Science, p. 20.
(١٤٥)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 151 ... » »»