عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٩٥
احمد بك فقلدت الدولة علي كتخدا الهندي صنجقا عوضا عن مخدومه احمد بك وأعطوه نظر الخاصكية قيد الحياة واطلقوا له بلاده من غير حلوان فلما وصلوا إلى مصر عمل له يوسف بك الجزار سماطا بالحلى ثم ركب وطلع إلى القلعة وخلع الباشا على علي بك الهندي خلعة السلامة ونزل إلى بيت إسماعيل بك وانعم عليه بتقاسيط بلاد فائظها اثنا عشر كيسا واستمر صنجقا وناظرا على الخاصكية وفي هذه السنة اعني سنة ثلاثين حصلت حادثة ببولاق وهو ان سكان حارة الجوابر تشاجروا مع بعض الجمالة اتباع اوسية أمير الحاج فحضر إليهم اميراخور فضربوه ووصل الخبر إلى الأمير إسماعيل بك فأرسل إليهم اغات الينكجرية والوالي فضربوهم فركب الصنجق بطائفته وقتلوا منهم جماعة وهرب باقيهم واخرجوا النساء بمتاعهن وسمروا الدرب من الجهتين وكانت حادثة مهولة واستمر الدرب مقفولا ومسمرا نحو سنتين وفيها كان موسم سفر الخزينة وأميرها محمد بك ابن إبراهيم بك أبو شنب وكان وصل اليه الدور وخرج بالموكب وأرباب المناصب والسدادرة ولما وصل إلى إسلامبول واجتمع بالوزير ورجال الدولة اوشى إليهم في حق إسماعيل بك ابن ايواظ وعرفهم انه ان استمر امره بمصر ادعى السلطنة بها وطرد النواب فان الامراء وكبار الوجاقات والدفتردار وكتخدا الجاويشية صاروا كلهم اتباعه ومماليكه ومماليك أبيه وعلي باشا المتولي لا يخرج عن مراده في كل شيء ونفي وابعد كل من كان ناصحا في خدمة الدولة مثل جركس ومن يلوذ به وعمل للدولة أربعة آلاف كيس على إزالة إسماعيل بك والباشا وتولية وال آخر يكون صاحب شهامة فأجابوه إلى ذلك وكان قبل خروجه من مصر أوصى قاسم بك الكبير على احضار محمد بك جركس فأرسل اليه واحضره خفية واختفى عنده ثم إن أهل الدولة عينوا رجب باشا أمير الحاج الشامي ورسموا له عند
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»