عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ١٠٠
ثم إن الخفراء واوده باشة القنطرة حضروا إليهن بعد ذهاب أولئك السراجين فاخذوا ما بقي وكملوا بقية النهب وجميع من كان هناك من النساء من الأكابر ومن جملة ما ضاع حزام جوهر وبشت جوهر قالوا إن الحزام قيمته تسعة أكياس والبشت خمسة أكياس ومن جملة من أن هناك آمنة الجنكية وصحبتها امرأة من الأكابر فعروهما واخذوا ما عليهما وكان لها ولد صغير وعلى رأسه طاقية عليها جواهر وبنادقة وزوجا أساور جوهر وخلخال ذهب بندقي قديم وزنه أربعمائة مثقال ومن جملة ما اخذوا لباس شبيكة من الحرير الأصفر والقصب الأصفر وفي كل عين من السبيكة لؤلؤة شريط مخيش والدكة كذلك واخذوا أزرهن وفرجياتهن وارسلن إلى بيوتهن فتاتين بثياب يستترن بها وذهبن وكانت هذه الحادثة من أشنع الحوادث ثم إن في ثاني يوم قدموا عرضحال إلى الباشا واخذوا على موجبه فرمانا إلى اغات الينكجرية على أنه يتوجه وصحبته الوالي واوده باشة البوابة فذهبوا إلى محل الواقعة واحضروا أهل الخطة فشهدوا على أن هذه الفعلة من الخفراء بيد اوده باشة مركز القنطرة وهو الذي ارسل السراجين والحمارة فقبضوا على الخفراء والاوده باشا وسئلوا فأنكروا فحبس الاوده باشا في بابة والخفراء في العرقانة وامر الباشا الوالي بعقابهم فلما رأوا آلة العذاب أقروا ان ذلك من فعل الاوده باشا فاخذوا منه مالا كثيرا ونفوه إلى أبي قير ونادى الاغا والوالي على النساء لا يذهبن إلى الغيطان بعد اليوم ولا يركبن الحمير ومنها انه ورد أغا من الديار الرومية في سابع عشر ربيع الآخرة سنة خمس وثلاثين وعلى يده مرسوم بدفع ستين كيسا إلى باشة جدة ليشتروا بها مركبا هنديا لحمل غلال الحرمين عوضا عن مركب غرقت قبل هذا التاريخ وحضر صحبة ذلك الاغا عظيم من تجار الشوام ومعه اتباعه ووصل الجميع على خيل البريد إلى أن وصلوا إلى بركة الحاج فنزلوا
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»