عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٦٢٥
ووسقوها وأرسلوا منها جملة وفي ليلة الثلاثاء حضرت مراكب من مراكب الغائبين وفيها مماليك ومجاريح وأجناد وأخبروا بكسرة مراد بك ومن معه وأصبح الخبر شائعا في المدينة وثبت ذلك ورجعت المراكب بما فيها وأخبروا عما وقع وهو انه لما وصل مراد بك إلى الرحمانية عدى سليمان بك الاغا وعثمان بك الشرقاوي والالفي إلى البر الشرقي فحصل بينهم اختلاف وغضب بعضهم ورجع القهقرى فكان ذلك أول الفشل ثم تقدموا إلى محلة العلويين فأخلوا منها الأورام فدخلوا إليها وملكوها وأرسلوا إلى مراد بك يطلبون منه الامداد فأمر بعض الامراء بالتعدية إليهم فامتنعوا وقالوا نحن لا نفارقك ونموت تحت اقدامك فحنق منهم وارسل عوضهم جماعة من العرب ثم ركبوا وقصدوا ان يتقدموا إلى فوة فوجدوا امامهم طائفة من العسكر ناصبين متاريس فلم يمكنهم التقدم لوعر الطريق وضيق الجسر وكثرة القنى ومزارع الأرز فتراموا بالبنادق فرمح سليمان بك فعثر بقناة وسقط فحصلت فيهم ضجة وظنوها كسرة فرجعوا القهقرى ودخل الرعب في قلوبهم ورجعت عليهم العرب ينهبونهم فعدوا إلى البر الآخر وكان مراد بك مستقرا في مكان توصل اليه من طريق ضيقة لاتسع الا الفارس بمفرده فأشاروا عليه بالانتقال من ذلك المكان وداخلهم الخوف وتخيلوا تخيلات وما زالوا في نقض وابرام إلى الليل ثم أمر بالاتحال فحملوا حملاتهم ورجعوا القهقرى وما زالوا في سيرهم وأشيع فيهم الانهزام وتطايرت الاخبار بالكسرة وتيقن الناس ان هذا أمر الهي ليس بفعل فاعل وفي ذلك اليوم حصلت كرشة من ناحية الصاغة وسببها عبد مملوك أراد الركوب على حمار بعض المكارية فازدحموا عليه الحمارة ورمحوا خلفه فصارت كرشة ورمحت الصغار فاغلقوا الدكاكين بالاشرفية
(٦٢٥)
مفاتيح البحث: الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 620 621 622 623 624 625 626 627 628 629 630 ... » »»