عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٦١٤
ودخلوا بيوتهم بالمنهوبات والمواشي وتأخر مصطفى بك وفي يوم الثلاثاء سابع عشرينه هبت رياح عاصفة جنوبية نسفت رمالا واتربة مع غيم مطبق وأظلم منها الجو واستمرت من الظهر إلى الغروب وفي يوم الخميس تاسع عشرينه حضر مصطفى بك أيضا وفي غرة شهر رجب عزم مراد بك على التوجه إلى سد خليج منوف المعروف بالفرعونية وكان منذ سنين لم يحبس واندفع اليه الشرقي حتى تهور وشرق بسببه بحر دمياط وتعطلت مزارع الأرز وفيه وصلت الاخبار من ثغر الإسكندرية بأنه ورد إليها مركب البيليك وذلك على خلاف العادة وذلك أن مراكب البيليكات لا تخرج الا بعد روز خضر ثم حضره عقيبة أيضا قليون آخر وفيه احمد باشا والي جدة ثم تعقبهما آخر وفيه غلال كثيرة نقلوها إلى الثغر وشرعوا في عملها بقسهاطا فكثر اللغط بمصر بسبب ذلك وفي عاشره ورد ططرى من البر وقابجي من البحر ومعهما مكاتبات قرئت بالديوان يوم الخميس ثاني عشرة مضمونها طلب الخزائن المنكسرة وتشهيل مرتبات الحرمين من الغلال والصرر في السنين الماضية واللوم على عدم زيارة المدينة وفيه الحث والوعد والوعيد والامر بصرف العلوفات وغلال الأنبار وفيه المهلة ثلاثون يوما فكثر لغط الناس والقال والقيل وأشيع ورود مراكب أخر إلى ثغر سكندرية وأن حسن باشا القبطان واصل أيضا في أثر ذلك وصحبته عساكر محاربون وفيه حضر معلم ديوان الإسكندرية قيل إنه هرب ليلا ثم إن إبراهيم بك أرسل يستحث مراد بك في الحضور من سد الفرعونية ثم بعث اليه علي أغا كتخدا جاووجان والمعلم إبراهيم الجوهري وسليمان آغا الحنفي وحسن كتخدا الجربان وحسن أفندي شقبون كاتب الحوالة سابقا وأفندى الديوان حالا فأحضروه إلى مصر في يوم الثلاثاء ولم يتم سد الترعة
(٦١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 609 610 611 612 613 614 615 616 617 618 619 ... » »»