عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٦٢٩
تجار المغاربة فاجتمعوا وطلعوا بعد العشاء وباتوا بالسبيل الذي في رأس الرميلة وشدد الباشا في اجتماع الالضاشات ومن ينتسب للوجاقات فقيل له ان منهم من لا يملك قوت يومه وسبب تفرقهم الجوع وعدم النفقة فطلب أغات مستحفظان وأعطاه أربعة آلاف ريال لينفقها فيهم وفيه عدى مراد بك من جزيرة الذهب إلى الآثار وكان إبراهيم بك ركب إلى حلوان وضربها وأحرقها بسبب ان أهل حلوان نهبوا مركبا من مراكبه ولما عدى مراد بك إلى البر الشرقي أرسل إلى إبراهيم بك فحضر اليه واصطلح معه لان إبراهيم بك كان مغتاظا منه بسبب سفرته وكسرته فان ذلك كان على غير مراد إبراهيم بك وكان قصده انهم يستمرون مجتمعين ومنضمين وإذا وصل القبطان اخلوا من وجهه ان لم يقدروا على دفعه أو مصالحته وتركوا له البلد ومصيره الرجوع إلى بلاده فيعودون بعد ذلك باي طريق كان وكان ذلك هو الرأي فلم يمتثل مراد بك وأخذ في أسباب الخروج والمحاربة ة ولم يحصل من ذلك الا ضياع المال والفشل والانهزام الذي لا حقيقة له وكان الكائن ولما اصطلحا تفرقت طوائفهما يعبثون في الجهات وبخطفون ما يجدونه في طريقهم من جمال السقائين وحمير الفلاحين وبعضهم جلس في مرمى النشاب وبعضهم جهة بولاق ونهبوا نحو عشرين مركبا كانت راسية عند الشيخ عثمان وأخذوا ما كان فيها من الغلال والسمن والأغنام والتمر والعسل والزيت وفي يوم الأحد حادي عشرة زاد تنطيطهم وهجومهم على البلد من كل ناحية ويدخلون احزابا ومتفرقين ودخل قائد أغا وأتى إلى بيته الذي كان سكن فيه وسكنه بعده حسن أغا المتولي وهو بيت قصبة رضوان فوجد بابه مغلوقا فأراد كسره بالبلط فأعياه وخاف من طارق فذهب إلى باب آخر من ناحية القربية فضرب عليه الحراس بنادق فرجع بقهره يخطف كل ما صادفه ولم يزالوا على هذه الفعال إلى بعد الظهر من ذلك اليوم
(٦٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 624 625 626 627 628 629 630 631 632 633 634 ... » »»