عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٦٢٣
الطعام المهيأ في الافطار والسحور ودعاهم في ثاني يوم وكلمهم كلمات قليلة وقال له الشيخ العروسي يا مولانا رعية مصر قوم ضعاف وبيوت الامراء مختلطة ببيوت الناس فقال لا تخشوا من شيء فان أول ما أوصاني مولانا السلطان أوصاني بالرعية وقال إن الرعية وداعة الله عندي وانا استودعتك ما أودعنيه الله تعالى فدعوا له بخير ثم قال كيف ترضون أن يملككم مملوكان كافران وترضونهم حكاما عليكم يسومونكم العذاب والظلم لماذا لم تجتمعوا عليهم وتخرجوهم من بينكم فأجابه إسماعيل أفندي الخلوتي بقوله يا سلطانم هؤلاء عصبة شديد والباس ويد واحدة فغضب من قوله ونهره وقال تخوفني ببأسهم فاستدرك وقال انما أعني بذلك أنفسنا لأنهم بظلم أضعفوا الناس ثم أمرهم بالانصراف واجتمعوا عليه مرة ثالثة بعد صلاة الجمعة فأستأذنوه في السفر ثم تركهم يومين وكتب لهم مكاتبات وسلمها ليد سليمان بك الشابورى وأمرهم بالانصراف فودعوه وساروا وأخفيت تلك المكاتبات وفي غاية رمضان أرسل الباشا عدة أوراق إلى افراد المشايخ وذكر انها وردت من صدر الدولة وأما العرضحالات التي أرسلوها صحبة السلحدار والططرى فإنهما لما وصلا إلى إسكندرية واطلع عليها حسن باشا حجزها ومنع المراسلة إلى إسلامبول وقال أنا دستور مكرم والامر مفوض إلي في أمر مصر وسأل السلحدار عن الأوراق التي من صدر الدولة هل أرسلها الباشا إلى أربابها فأخبره انه خاف من اظارها فاشتد غضبه على الباشا وسبه بقوله خائن منافق فلما رجع السلحدار في تاريخه واخبر الباشا فعند ذلك ارسلها كما تقدم وفي ثاني شوال اشيع مراد بك ملك مدينة فوة وهرب من بها من العسكر ووقع بينهم مقتلة عظيمة وانه اخذ المراكب التي وجدها على ساحلها ثم ظهر صحة ذلك
(٦٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 618 619 620 621 622 623 624 625 626 627 628 ... » »»