تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ١٤٨
اليهود على بقية الحواريين يعذبونهم ويفتنونهم وسمع قيصر بذلك وكتب إليه فلاطش النبطي قائده باخباره ومعجزاته وبغى اليهود عليه وعلى يوحنان قبله فأمرهم بالكف عن ذلك ويقال قتل بعضهم وانطلق الحواريون إلى الجهات التي بعثهم إليها عيسى فآمن به بعض وكذب بعض ودخل يعقوب أخو يوحنان إلى رومة فقتله غاليوس قيصر وحبس شمعون ثم خلص وسار إلى أنطاكية ثم رجع إلى رومة أيام فلوديش قيصر بعد غاليوس واتبعه كثير من الناس وآمن به بعض نساء القياصرة وأخبرها بخبر الصليب فدخلت إلى القدس وأخرجته من تحت الزبل والقمامات بمكان الصلب وغشته بالحرير والذهب وجاءت به إلى رومة (وأما بطرس كبير الحواريين) وبولص اللذان بعثهما عيسى صلوات الله عليه إلى رومة فإنهما مكثا هنا لك يقيمان دين النصرانية ثم كتب بطرس الإنجيل بالرومية ونسبه إلى مرقص تلميذه وكتب متى إنجيله بالعبرانية في بيت المقدس ونقله من بعد ذلك يوحنان بن زبدى إلى رومة وكتب لوقا إنجيله بالرومية وبعثه إلى بعض أكابر الروم وكتب يوحنا بن زبدى إنجيله برومة ثم اجتمع الرسل الحواريون برومة ووضعوا القوانين الشرعية لدينهم وصيروها بيد اقليمنطس تلميذ بطرس وكتبوا فيها عد الكتب التي يجب قبولها فمن القديمة التوراة خمسة أسفار وكتاب يوشع بن نون وكتاب القضاة وكتاب راعوث وكتاب يهوذا وأسفار الملوك أربعة كتب وسفر بنيامين وسفر المقباسين ثلاثة كتب وكتاب عزرا الامام وكتاب أشير وكتاب قصة هامان وكتاب أيوب الصديق ومزامير داود النبي وكتب ولده سليمان خمسة ونبوات الأنبياء الصغار والكبار ستة عشر كتابا وكتاب يشوع بن شارخ ومن الحديثة كتب الإنجيل الأربعة وكتب القتاليقون سبع رسائل وكتاب بولس أربع عشرة رسالة والايركسيس وهو قصص الرسل ويسمى افليمد ثمانية كتب تشتمل على كلام الرسل وما أمروا به ونهوا عنه وكتاب النصارى الكبار إلى أساقفتهم الذين يسمون البطارقة ببلاد معينة يعلمون بها دين النصرانية فكان برومة بطرس الرسول الذي بعثه عيسى صلوات الله عليه وكان ببيت المقدس يعقوب النجار وكان بالإسكندرية مرقص تلميذ بطرس وكان ببزنطية وهي قسطنطينية اندرواس الشيخ وكان بأنطاكية وكان صاحب هذا الدين عندهم والمقيم لمراسمه يسمونه البترك وهو رئيس الملة وخليفة المسيح فيهم ويبعث نوابه وخلفاءه إلى من بعد عنهم من أمم النصرانية ويسمونه الأسقف أي نائب البطرك ويسمون القزا بالقسيس وصاحب الصلاة بالجاثليق وقومة المسجد بالشمامشة والمنقطع الذي حبس نفسه في الخلوة للعبادة بالراهب والقاضي بالمطران ولم يكن بمصر لذلك العهد أسقف إلى أن جاء دهدس الحادي عشر من أساقفة إسكندرية وكان بطرك أساقفة بمصر وكان الأساقفة يسمون
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»