[الخبر عن افتراق بنى إسرائيل منهم ببيت المقدس على سبط يهوذا وبنيامين إلى انقراضه] لما قبض سليمان صلوات الله عليه وسلامه ولى ابنه رحبعم وضبطه براء مهملة وحاء مهملة مضمومتين وباء موحدة ساكنة وعين مهملة مضمومة وميم فقام بأمره وزاد في عمارة بيت لحم وغزة وصور وأيلة واشتد على بنى إسرائيل وطلبوا منه تخفيف الضرائب فامتنع وطالبهم بالوظائف وأخذ فيهم برأى الغواة من بطانته فنقموا عليه ذلك وانتقضوا وجاءهم يربعم بن نباط من مصر فبايعوه وولوه عليهم واجتمع عليه سائر الأسباط العشرة من بنى إسرائيل ما عدا سبط يهوذا وبنيامين وتزاحفوا للحرب ثم دعاهم بعض أنبيائهم للصلح فتواضعوا واصطلحوا وفي السنة الخامسة من ملك رحبعم زحف شيشاق ملك مصر إلى بيت المقدس فهرب رحبعم واستباحها شيشاق ورجع وضرب عليهم الجزية ثم دفعوه ومنعوه فأقام بنو داود في سلطانهم على بنى يهوذا وبنيامين ببيت المقدس وعسقلان وغزة ودمشق وحلب وحمص وحماة وما إلى ذلك من أرض الحجاز وملك الأسباط العشرة بنواحي نابلس وفلسطين ثم نزلوا مدينة شومرون وهي شمرة وسامرة في الناحية الشرقية الشمالية من الشأم مما يلي الفرات والجزيرة واتخذوها كرسيا لملكهم ذلك وأقاموا على هذا الافتراق إلى حين انقراض أمرهم ووقعوا في الجلاء الذي كتب الله عليهم كما نذكره ثم هلك رحبعم لسبع عشرة سنة من دولته وولى بعده على سبط يهوذا وبنيامين بأرض القدس ابنه أفيا وضبطه بهمزة مفتوحة ومتوسطة بين الفاء والذال من لغتهم وياء مثناة من تحت مشددة وألف وكان على مثل سيرة أبيه وكان عابدا صواما وكانت أيامه كلها حربا مع يربعم ابن نباط وبنى إسرائيل وهلك لثلاث سنين وولى بعده ابنه أسا بضم الهمزة وفتح السين المهملة وألف بعدها ابن أفيا وطال أمد ملكه وكان رجلا صالحا وكان على مثل سيرة جده داود صلوات الله عليه وتعددت الأنبياء في بنى إسرائيل على عهده ومات يربعم ابن نباط لسنتين من ملكه وملك بعده ابنه ناداب وقتله يعشا بن أحيا كما نذكر في أخبارهم ثم وقعت بينه وبين أسا حروب واستمد أسا بملك دمشق فزحف معه وكان يعشا ملك السامرة في ناحية يثرب لبنائها فهرب وترك آلات البناء فنقلها أسا ملك القدس وبنى بها الحصون ثم خرج عليهم زادح ملك الكوش في ألف ألف مقاتل ولقيهم أسا فهزمهم وأثخن فيهم ولم تزل الحرب قائمة بين أسا وبين الأسباط بالسامرة سائر أيامه وعلى عهده اختطت السامرة كما نذكر بعد ثم هلك أسا بن أفيا لاحدى وأربعين سنة من ملكه وولى بعده ابنه يهوشاظ بياء مفتوحة مثناة تحتانية وهاء
(١٠١)