تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٥١
المؤرخين الحرث الرائش وانما سمى الرائش لأنه راش الناس بالعطاء واختلف الناس في نسبه بعد اتفاقهم على أنه من ولد واثل بن الغوث بن حيران بن قطن بن عريب بن زهير ابن أبين بن الهميسع بن حمير فقال ابن إسحاق وأبو المنذر بن الكلبي ان قيسا ابن معاوية ابن جشم فابن اسحق يقول في نسبه إلى سبا الحرث بن عدى بن صيفي وابن الكلبي يقول الحرث بن قيس بن صيفي وقال السهيلي هو الحرث بن همال بن ذي سدد بن الملطاط بن عمرو بن ذي يقدم بن الصوار بن عبد شمس بن واثل وجشم جد سبا هو ابن عبد شمس هذا عند المسعودي وعند بعضهم انه أخوه وانهما معا ابنا واثل وذكر المسعودي عن عبيد ابن شرية الجرهمي وقد سأله معاوية عن ملوك اليمن في خبر طويل ونسب الحرث منهم فقال هو الحرث بن شدد بن الملطاط بن عمرو وأما الطبري فاختلف نسبه في نسب الحرث فمرة قال وبيت ملك التبابعة في سبا الأصغر ونسبه كما مر وقال في موضع آخر والحرث بن ذي شدد هو الرائش جدا لملوك التبابعة فجعله إلى شدد ولم ينسبه إلى قيس ولا عدى من ولد سبا وكذلك اضطرب أبو محمد بن حزم في نسبه في الجمهرة مرة إلى الملطاط ومرة إلى سبا الأصغر والظاهر أنه تبع في ذلك الطبري والله أعلم وملك الحرث الرائش فيما قالوا مائة وخمسا وعشرين سنة وكان يسمى تبعا وكان مؤمنا فيما قال السهيلي ثم ملك بعده ابنه أبرهة ذو المنار مائة وثمانين سنة قال المسعودي وقال ابن هشام أبرهة ذو المنار هو ابن الصعب بن ذي مداثر بن الملطاط وسمى ذا المنار لأنه رفع المنار ليهتدى به ثم ملك من بعده أفريقش بن أبرهة مائة وستين سنة وقال ابن حزم هو افريقش بن قيس بن صيفي أخو الحرث الرائش وهو الذي ذهب بقبائل العرب إلى إفريقية وبه سميت وساق البربر إليها من أرض كنعان مر بها عندما غلبهم يوشع وقتلهم فاحتمل الفل منهم وساقهم إلى إفريقية فأنزلهم بها وقتل ملكها جرجير ويقال انه الذي سمى البرابرة بهذا الاسم لأنه لما افتتح المغرب وسمع رطانتهم قال ما أكثر بربرتهم فسموا البرابرة والبربرة في لغة العرب هي اختلاط أصوات غير مفهومة ومنه بربرة الأسد ولما رجع من غزو المغرب ترك هنالك من قبائل حمير صنهاجة وكتامة فهم إلى الآن بها وليسوا من نسب البربر قاله الطبري والجرجاني والمسعودي وابن الكلبي والسهيلي وجميع النسابين ثم ملك من بعد افريقش أخوه العبد بن إبرهة وهو ذو الأذعار عند المسعودي قال سمى بذلك لكثرة ذعر الناس من جوره وملك خمسا وعشرين سنة وكان على عهد سليمان بن داود وقبله بقليل وغزا ديار المغرب وسار إليه كيقاوس بن كنعان ملك فارس فبارزه وانهزم كيقاوس وأسره ذو الأذعار حتى استنقذه بعد حين من يده وزيره رستم زحف إليه بجموع فارس إلى اليمن وحارب ذا الأذعار فغلبه واستخلص كيقاوس من أسره كما نذكره في أخبار ملوك
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 46 47 48 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»