هلك في حروبهم وجمع القبط اخوتهم من البربر والسودان وأخرجوا العرب من ملك مصر (ثم لما اتصل ملك عاد) وعظم طغيانهم وعتوهم انتحلوا عبادة الأصنام والأوثان من الحجارة والخشب ويقال ان ذلك لانتحالهم دين الصابئة فبعث الله إليهم أخاهم هودا وهو فيما ذكر المسعودي والطبري هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد وفي كتاب البدء لابن حبيب رباح ابن حرب بن عاد وبعضهم يقول هود بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ فوعظهم وكان ملوكهم لعهده الخلجان ولقمان بن عاد بن عاديا بن صدا بن عاد فآمن به لقمان وقومه وكفر الخلجان وامتنع هود بعشيرته من عاد وحبس الله عنهم المطر ثلاث سنين وبعثوا الوفود من قومهم إلى مكة يستسقون لهم وكان في الوفد على ما قاله الطبري نعيم بن هزال بن هزيل بن عبيل بن صدا بن عاد وقيل ابن عنز منهم وحلقمة بن الخسرى ومرثد بن سعد بن عنز وكان ممن آمن بهود واتبعه وكان بمكة من عاد هؤلاء معاوية بن بكر وقومه وكانت هزيلة أخت معاوية عند نعيم بن هزال وولدت له عبيدا وعمرا وعامرا فلما وصل الوفد إلى مكة مروا بمعاوية بن بكر وابنه بكر ونزل الوفد عليه ثم تبعهم لقمان بن عاد وأقاموا عند معاوية وقومه شهرا لما بينهم من الخؤولة ومكثوا يشربون وتغنيهم الجرادتان قينتان لمعاوية بن بكر وابنه بكر ثم غنتاهم شعرا تذكرهم بأمرهم فانبعثوا ومضوا إلى الاستسقاء وتخلف عنهم لقمان بن عاد ومرثد بن سعد فدعوا في استسقائهم وتضرعوا وأنشأ الله السحب ونودي بهم ان اختاروا فاختاروا سوداء من السحب وأنذروا بعذابها فمضت إلى قومهم وهلكوا كما قصه القران (وفي خبر الطبري) ان الوفد لما رجعوا إلى معاوية بن بكر لقيهم خبر مهلك قومهم هنا لك وان هودا بساحل لبحر وان الخلجان ملكهم قد هلك بالريح فيمن هلك وان الريح كانت تدخل تحت الرجل فتحمله حتى تقطعوا في الجبال وتقلع الشجر وترفع البيوت حتى هلكوا أجمعون انتهى كلام الطبري (ثم ملك لقمان ورهطه) من قوم عاد واتصل لهم الملك فيما يقال ألف سنة أو يزيد وانتقل ملكه إلى ولده لقمان وذكر البخاري في تاريخه ان الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا هو هدد بن بدد بن الخلجان بن عاد بن رقيم ابن عابر بن عاد الأكبر وأن المدينة بساحل برقة اه ولم يزل ملكهم متصلا إلى أن غلبهم عليه يعرب بن قحطان واعتصموا بجبال حضر موت إلى أن انقرضوا وقال صاحب زجار ان ملكهم عاد بن رقيم بن عابر بن عاد الأكبر هو الذي حارب يعرب بن قحطان وكان كافرا يعبد القمر وانه كان على عهد نوح وهذا بعيد لان بعثة هود كانت عند استفحال دولتهم أو عند مبتدئها وغلب يعرب كان عند انقراضها وكذلك هدد الذي ذكر البخاري انه ملك برقة انما هو حافد الخلجان الذي اعتصم آخرهم بجبل حضر موت
(٢٠)