وان دهمه أمر أمدته غسان بعشرين ألفا وثبت ملكهم على ذلك وتوارثوه أول من ملك منهم ثعلبة بن عمرو فلم يزل ملكها إلى أن هلك وولى مكانه منهم ثعلبة بن عمرو مزيقيا (قال الجرجاني) وبعد ثعلبة بن عمرو ابنه الحرث بن ثعلبة يقال إنه ابن مارية ثم بعده ابنه المنذر بن الحرث ثم ابنه النعمان بن المنذر بن الحرث ثم أبو بشر بن الحرث بن جبلة ابن الحرث بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة هكذا نسبه بعض النساب والصحيح انه بن عوف ابن الحرث بن عوف بن عمرو بن عدى بن عمرو بن مازن ثم الحرث الأعرج ابن أبي شمر ثم عمرو ابن الحرث الأعرج ثم المنذر بن الحرث الأعرج ثم الأيهم بن جبلة بن الحرث ابن جبلة بن الحرث بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة ثم ابنه جبلة (وقال المسعودي) أول من ملك منهم الحرث بن عمرو مزيقيا ثم بعده الحرث بن ثعلبة بن جفنة وهو ابن مارية ذات القرطين وبعده النعمان بن الحرث بن جفنة بن الحرث ثم أبو شمر بن الحارث بن ثعلبة بن جفنة بن الحارث ثم ملك بعده أخوه المنذر بن الحارث ثم أخوه جبلة بن الحارث ثم بعده عوف بن أبي شمر ثم بعده الحارث بن أبي شمر وعلى عهده كانت البعثة وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم فيمن كتب إليه من ملوك تهامة والحجاز واليمن وبعث إليه شجاع بن وهب الأسدي يدعوه إلى الاسلام ويرغبه في الدين كذا عند ابن إسحاق وكان النعمان بن المنذر على عهد الحارث بن أبي شمر هذا وكانا يتنازعان في الرياسة ومذاهب المدح وكانت شعراء العرب تفد عليهما مثل الأعشى وحسان بن ثابت وغيرهما (ومن شعر حسان) رضى الله تعالى عنه في مدح أبناء جفنة لله در عصابة نادمتهم * يوما بجلق في الزمان الأول - أولاد جفنة حول قبر أبيهم * قبر ابن مارية الكريم المفضل - يغشون حتى ما تهر كلابهم * لا يسألون عن السواد المقبل - ثم ملك بعد الحارث بن أبي شمر ابنه النعمان ثم ملك بعده جبلة بن الأيهم بن جبلة وجبلة جده وهو الذي ملك بعد أخويه شمر والمنذر (وقال ابن سعيد) أول من ملك من غسان بالشأم وأذهب ملك الضجاعم جفنة بن مزيقيا ونقل عن صاحب تواريخ الأمم لما ملك جفنة بنى جلق وهي دمشق وملك خمسا وأربعين سنة واتصل الملك في بنيه إلى أن كان منهم الحارث الأعرج ابن أبي شمر وأمه مارية ذات القرطين من بنى جفنة بنت الهانئ المذكورة في شعر حسان بأرض البلقاء ومعان قال ابن قتيبة وهو الذي سار إليه المنذر بن ماء السماء من ملوك الحيرة في مائة ألف فبعث إليه الحارث مائة من قبائل العرب فيهم لبيد الشاعر وهو غلام فأظهروا انهم رسل في الصلح حتى إذا أحاطوا برواق المنذر فتكوا به وقتلوا جميع من كان معه في الرواق وركبوا خيولهم فمنهم من
(٢٨٠)