تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٢٧٩
ابن عبد الله بن أدد قال الدارقطني عك بن عبد الله بن عدثان بالثاء المثلثة وضم العين ولا خلاف انه بنونين كما لم يختلف في دوس بن عدثان قبيلة من الأزد انه بالثاء المثلثة ثم نزلوا بالظهران وقاتلوا جرهم بمكة ثم افترقوا في البلاد فنزل بنو نصر بن الأزد الشراة وعمان ونزل بنو ثعلبة بن عمرو مزيقيا بيثرب وأقام بنو حارثة بن عمرو بمر الظهران بمكة وهم يقال لهم خزاعة (وقال المسعودي) سار عمرو مزيقيا حتى إذا كان بالشراة بمكة أقام هنا لك بنو نصر بن الأزد وعمران الكاهن وعدي بن حارثة بن عمرو بالأزد حتى نزلوا بين بلاد الأشعريين وعك على ماء يقال له غسان بين واديين يقال لهما زبيد وزمع فشربوا من ذلك الماء فسموا غسان وكانت بينهم وبين معد حروب إلى أن ظفرت بهم معد فأخرجوهم إلى الشراة وهو جبل الأزد الذين هم به وهم على تخوم الشأم ما بينه وبين الجبال مما يلي أعمال دمشق والأردن (قال ابن الكلبي) ولد عمرو بن عامر مزيقيا جفنة ومنه الملوك والحرث وهو محرق أول من عاقب بالنار وثعلبة وهو العنقا وحارثة وأبا حارثة ومالكا وكعبا ووداعة وهو في همدان وعوفا ودهل وائل ودفع ذهل إلى نجران ومنه أسقف وعبيدة وذهلا وقيسا درج هؤلاء الثلاثة وعمران بن عمرو فلم يشرب أبو حارثة ولا عمران ولا وائل ماء غسان فليس يقال لهم غسان وبقي من أولاد مزيقيا ستة شربوا منه فهم غسان وهم جفنة وحارثة وثعلبة ومالك وكعب وعوف ويقال ان ثعلبة وعوفا لم يشربا منه ولما نزلت غسان الشأم جاوروا الضجاعم وقومهم من سليح ورئيس غسان يومئذ ثعلبة بن عمرو بن المجالد بن الحرث بن عمرو بن عدى بن عمرو بن مازن ابن الأزد ورئيس الضجاعم يومئذ داود اللنق بن هبولة بن عمرو بن عوف بن ضجعم وكانت لضجاعم هؤلاء ملوكا على العرب عمالا للروم كما قلناه يجمعون ممن نزل بساحتهم لقيصر فغلبتهم غسان على ما بأيديهم من رياسة العرب لما كانت صبغة رياستهم الحميرية قد استحالت وعادت إلى كهلان وبطونها وعرفت الرياسة منها باليمن قبل فصولهم وربما كانوا أولى عدة وقوة وانما العزة للكاثر * وكانت غسان لأول نزولها بالشأم طالبها ملوك الضجاعم بالإتاوة فما نعتهم غسان فاقتتلوا فكانت الدائرة على غسان وأقرت بالصغار وأدت الإتاوة حتى نشأ جذع بن عمرو (1) بن المجالد بن الحرث بن عمرو بن المجالد ابن الحرث بن عمرو بن عدى بن عمرو بن مازن بن الأزد ورجال سليح من ولد رئيسهم داود اللثق وهو سبطة بن المنذر بن داود ويقال بل قتله فالتقوا فغلبتهم غسان وأقادتهم وتفردوا بملك الشام وذلك عند فساد كان بين الروم وفارس فخاف ملك الروم أن يعينوا عليه فارسا فكتب إليهم واستدناهم ورئيسهم يومئذ ثعلبة بن عمرو أخو جذع بن عمرو وكتبوا بينهم الكتاب على أنه ان دهمهم أمر من العرب أمدهم بأربعين ألفا من الروم
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»