ثعلبة بن مزيقيا وهو أبو جبيلة الذي استصرخه مالك بن العجلان على يهود يثرب حسبما نذكر بعد (وقال ابن سعيد) عن صاحب تواريخ الأمم إن جميع ملوك بنى جفنة اثنان وثلاثون ومدتهم ستمائة سنة ولم يبق لغسان بالشأم قائمة وورث أرضهم بها قبيلة طيئ قال ابن سعيد وأمراؤهم بنو مرا وأما الآن فأمراؤهم بنو مهنا وهما معا لربيعة بن علي بن مفرج بن بدر بن سالم بن علي بن سالم بن قصة بن بدر بن سميع وقامت غسان بعد منصرفها من الشأم بأرض القسطنطينية حتى انقرض ملك القياصرة فتجهزوا إلى جبل شركس وهو ما بين بحر طبرستان وبحر نيطش الذي يمده خليج القسطنطينية وفي هذا الجبل باب الأبواب وفيه من شعوب الترك المتنصرة الشركس وأركس واللاص وكسا ومعهم أخلاط من الفرس ويونان والشركس غالبون على جميعهم فانحازت قبائل غسان إلى هذا الجبل عند انقراض القياصرة والروم وتحالفوا معهم واختلطوا بهم ودخلت أنساب بعضهم في بعض حتى ليزعم كثير من الشركس أنهم من نسب غسان ولله حكمة بالغة في خلقه والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين لا انقضاء لملكه ولا رب غيره
(٢٨٢)