تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٢٧٤
اشتدت وطأته وعظم بأسه ونازع ملوك الحيرة وعليهم يومئذ المنذر بن امرئ القيس وبين لهم إذ ولى كسرى قباذ بعد أبيه فيروز بن يزدجرد وكان زنديقا على رأى مانى فدعا المنذر إلى رأيه فأبى عليه وأجابه الحرث بن عمرو فملكه على العرب وأنزله بالحيرة ثم هلك قباذ وولى ابنه أنو شروان فرد ملك الحيرة إلى المنذر وصالحه الحرث على أن له ما وراء نهر السواد فاقتسما ملك العرب وفرق الحرث ولده في معد فملك حجرا على بنى أسد وشرحبيل على بنى سعد والرباب وسلمة على بكر وتغلب ومعد يكرب على قيس وكنانة ويقال بل كان سلمة على حنظلة وتغلب وشرحبيل على سعد والرباب وبكر وكان قيس بن الحرث سيارة أي قوم نزل بهم فهو ملكهم (وفي كتاب الأغاني) انه ملك ابنه شرحبيل على بكر وائل وحنظلة على بنى أسد وطوائف من بنى عمرو بن تميم والرباب وغلفا وهو معد يكرب على قيس وسلمة بن الحرث على بنى تغلب والنمر بن قاسط والنمر بن زيد مناة اه‍ كلام الأغاني (فأما شرحبيل) فإنه فسد ما بينه وبين أخيه سلمة واقتتلوا بالكلاب ما بين البصرة والكوفة على سبع من اليمامة وعلى تغلب السفاح وهو سلمة بن خالد بن كعب بن زهير ابن تميم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب وسبق إلى الكلاب سفيان بن مجاشع بن دارم من أصحاب سلمة في تغلب مع اخوته لامه ثم ورد سلمة وأصحابه فاقتتلوا عامة يومهم وخذلت بنو حنظلة وعمرو بن تميم والرباب بكر بن وائل وانصرفت بنو سعد وأتباعها عن تغلب وصبر بنو بكر وتغلب ليس معهم غيرهم إلى الليل ونادى منادى سلمة في ذلك اليوم من يقتل شرحبيل ولقاتله مائة من الإبل فقتل شرحبيل في ذلك اليوم قتله عصيم ابن النعمان بن مالك بن غياث بن سعد بن زهير بن بكر بن حبيب التغلبي وبلغ الخبر إلى أخيه معد يكرب فاشتد جزعه وحزنه على أخيه وزاد ذلك حتى اعتراه منه وسواس هلك به وكان معتزلا عن الحرث ومنع بنو سعد بن زيد مناة عيال شرحبيل وبعثوا بهم إلى قومهم فعل ذلك عوف بن شحنة بن الحرث بن عطارد بن عوف بن سعد بن كعب (وأما سلمة فإنه فلج فمات (وأما حجر بن الحرث) فلم يزل أميرا على بنى أسد إلى أن بعث رسله في بعض الأيام لطلب الإتاوة من بنى أسد فمنعوها وضربوا الرسل وكان حجر بتهامة فبلغه الخبر فسار إليهم في ربيعة وقيس وكنانة فاستباحهم وقتل اشرافهم وسرواتهم وحبس عبيد ابن الأبرص في جمع منهم فاستعطفه بشعر بعث به إليه فسرحه وأصحابه وأوفدهم فلما بلغوا إليه هجموا عليه ببيته فقتلوه وتولى قتله علباء بن الحرث الكاهلي كان حجر قتل أباه وبلغ الخبر امرأ القيس فحلف أن لا يقرب لذة حتى يدرك بثاره من بنى أسد وسار صريخا إلى بنى بكر وتغلب فنصروه وأقبل بهم فأجفل بنو أسد وسار إلى المنذر بن امرئ القيس ملك الحيرة وأوقع امرؤ القيس في كنانة فأثخن فيهم ثم سار في اتباع بنى أسد إلى أن أعيا ولم
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 273 274 275 276 278 279 280 ... » »»