أهل سردانية وذلك لخمسين سنة من بناء رومة ثم وقعت السلم بينهم وهي السلم التي وفد فيها عتون من ملوك إفريقية على انطريطش ملك مقدونية وإسكندرية وهو ملك الروم الأعظم ثم ولى بقرطاجنة أملقا ابنه أنبيل فأجاز إلى بلاد الإفرنج وغلبهم على بلادهم وزحف إليه قواد رومة فوالى عليهم الهزائم وبعث أخاه اسدربال إلى الأندلس فملكها وخالفه قواد الرومانيين إلى إفريقية بعد أن ملكوا من حصون صقلية أربعين أو نحوها ثم أجازوا إلى إفريقية فملكوها وقتلوا غشول خليفة أنبيل فيها وافتتحوا مدينة جردا وخرج آخرون من قواد رومة إلى الأندلس فهزموا اسدربال واتبعوه إلى أن قتلوه وفر أخوه أنبيل عن بلادهم بعد ثلاث عشرة سنة من اجازته إليهم وبعد أن حاصر رومة وأثخن في نواحيها فلحق بإفريقية ولقيه قواد أهل رومة الذين أجازوا إلى أفريقية فهزموه وحاصروه بقرطاجنة حتى سأل الصلح على أن يغرم لهم ثلاثة آلاف قنطار من الفضة فأجابوه إليه وسكنت الحرب بينهم ثم ظاهر بعد ذلك انبيل صاحب إفريقية ملوك السريانيين على حرب أهل رومة فهلك في حربهم مسموما وبعد أن تخلص أهل رومة من تلك الحروب رجعوا إلى الأندلس فملكوها ثم أجازوا البحر إلى قرطا جنة ففتحوها وقتلوا ملكها يومئذ انبيل وخربوها لتسعمائة سنة من بنائها وسبعمائة لبناء رومة ثم دارت الحرب بين أهل رومة وملك النوبة واستظهر ملك النوبة بالبربر بعد أن هزمه أهل رومة واتبعوه إلى قفصة فملكوها واستولوا على ذخيرتها وهي من بناء اركلش الجبار ملك الروم وهزمهم أهل رومة فخافهم ملك البربر من ملوك النوبة إلى أن هلك في أسرهم وكانت هذه الحروب لعهد بطليموس الإسكندر بعد أن كان قواد رومة اجتمعوا على بناء قرطا جنة وتجديدها لثنتين وعشرين سنة من خرابها فعمرت واتصل بها لأهل رومة ملك على ما نذكره بعد أن شاء الله تعالى * (الخبر عن ملوك القياصرة من الكيتم وهم اللطينيون ومبدأ أمورهم ومصاير أحوالهم) * لم يزل أمر هؤلاء الكيتم وهم اللطينيون راجعا إلى الوزراء منذ سبعمائة سنة كما قلناه من عهد بناء رومة أو قبلها بقليل كما قال هروشيوش تقترع الوزراء في كل سنة فيخرج قائد منهم إلى كل ناحية كما توجبه القرعة فيحاربون أمم الطوائف ويفتحون الممالك وكانوا أولا يعطون إخوانهم من الروم اليونانيين طاعة معروفة بعد الفتن والمحاربة حتى إذا هلك الإسكندر وافترق أمر اليونانيين والروم وفشلت ريحهم وقعت فتنة هؤلاء اللطينيين وهم الكيتم مع أهل إفريقية واستولوا عليها مرارا وخربوا قرطاجنة ثم بنوها كما ذكرناه وملكوا الأندلس وملكوا الشأم وأرض الحجاز وقهروا العرب بالحجاز
(١٩٨)