تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ١٨٤
* (الخبر عن دولة يونان والروم وأنسابهم ومصايرهم) * كان هؤلاء الأمم من أعظم أمم العالم وأوسعهم ملكا وسلطانا وكانت لهم الدولتان العظيمتان للإسكندر والقياصرة من بعده الذين صبحهم الاسلام وهم ملوك بالشأم ونسبهم جميعا إلى يافت باتفاق من المحققين الا ما ينقل عن الكندي في نسب يونان إلى عابر بن فالغ وانه خرج من اليمن بأهله وولده مغاضبا لأخيه قحطان فنزل ما بين الإفرنجة والروم فاختلط نسبه بهم وقد رد عليه أبو العباس الناشئ في ذلك بقوله تخلط يونان بقحطان ضلة * لعمري لقد باعدت بينهما جدا - ولذلك يقال إن الإسكندر من تبع وليس شئ من ذلك بصحيح وانما الصحيح نسبهم إلى يافت ثم إن المحققين ينسبون الروم جميعا إلى يونان الإغريقيون منهم واللطينيون ويونان معدود في التوراة من ولد يافت لصلبه واسمه فيها يافان بفاء تقرب من الواو فعربته العرب إلى يونان وأما هروشيوش فجعل الغريقيين خمس طوائف منتسبين إلى خمسة من أبناء يونان وهم كيتم وحجيلة وترشوش ودودانم وايشاى وجعل من شعوب ايشاى سجينية واثناش وشمالا وطشال ولجدمون ونسب الروم اللطينيين فيهم ولم يعين نسبهم في أحد من الخمسة ونسب الإفرنج إلى غطرما بن عومر بن يافث وقال إن الصقالبة إخوانهم في نسبه وقال إن الملك كان في هذه الطوائف لبنى اشكان بن غومر والملوك منهم هؤلاء الغريقيون قبل يونان وغيرهم ونسب القوط إلى ماداى بن يافث وجعل من إخوانهم الأرمن ثم نسب القوط مرة أخرى إلى ماغوغ بن يافث وجعل اللطينيين من إخوانهم في ذلك النسب ونسب القاللين منهم إلى رفنا بن غومار ونسب إلى طوبال ابن يافث الأندلس والإيطاليين والاركاديين ونسب إلى طبراش بن يافث أجناس الترك واسم الغريقيين عنده يشمل أبناء يونان كلهم كما ذكره وينوع الروم إلى الغريقيين واللطينيين وقال ابن سعيد فيما نقله من تواريخ المشرق عن البيهقي وغيره ان يونان هو ابن علجان بن يافث قال ولذلك يقال لهم العلوج ويشركهم في هذا النسب سائر أهل الشمال من غير الترك وان الشعوب الثلاثة من ولد يونان فالإغريقيون من ولد إغريقش بن يونان والروم من ولد رومى بن يونان واللطينيون من ولد لطين بن يونان وان الإسكندر من الروم منهم والله أعلم ونحن الآن نذكر أخبار الدولتين الشهيرتين منهم مبلغ علمنا والله الموفق للصواب سبحانه وتعالى
(١٨٤)
مفاتيح البحث: الشام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 184 186 187 188 189 190 ... » »»