ملكها الروم عليهم فتزوجته وسلمت له في الملك فاستولى على جميع ممالك الروم وما والاها وقسطنطش ابن عمه على بلاد اشيا وبيزنطيه وأقام هو بأنطاكية وله الشأم ومصر إلى أقصى المغرب وفي تاسعة عشر من ملكه انتقض أهل مصر والإسكندرية فقتل منهم خلقا ورجع إلى عبادة الأصنام وأمر بغلق الكنائس ولقى النصارى منه شدة وقتل القسيس مارجرس وكان من أكابر أبناء البطارقة وقتل ملقوس منهم أيضا وفي عاشرة ملكه قدم ماربطرس بطركا بالإسكندرية فلبث عشر سنين وقتله وجعل مكانة تلميذه اسكندروس وكان كبير تلامذته اريوش كثير المخالفة له فسخطه وطرده ولما مات ماربطرس رجع اريوش عن المخالفة فأدخله اسكندروس إلى الكنيسة وصيره قسا (قال ابن العميد) وفى أيام ديقلاديانوس خرج قسطنطش ابن عمه ونائبه على بيزنطيا واشيا ورأى هلانة وكانت تنصرت على يد أسقف الرها فأعجبته وتزوجها وولدت له قسطنطين وحضر المنجمون لولادته فأخبروا مملكه فأجمع ديقلاديانوس على قتله فهرب إلى الرها ثم جاء بعد موت ديقلاديانوس فوجد أباه قسطنطس قد ملك على الروم فتسلم الملك من يده على ما نذكر وهلك ديقلاديانوس لعشرين سنة من ملكه ولستمائة وستة عشرة سنة من ملك الإسكندر وملك من بعده ابنه مقسيمانوس (قال ابن بطريق سبع سنين وقال المسبحي وابن الراهب سنة واحدة قالوا وكان شريكه في الملك مقطوس وكان أشد كفرا من ديقلاديانوس ولقى النصارى منهما شدة وقتلا منهم خلقا كثيرا وفي أول سنة من ملكه قدم الاسكندروس تلميذ ماربطرس الشهير بطركا بالإسكندرية فلبث فيهم ثلاثا وعشرين سنة وعلى عهد مقسيمانوس تذكر تلك الخرافة بين المؤرخين من أن سابور ملك الفرس دخل أرض الروم متنكرا وحضر مكان مقسيمانوس وسجنه في جلد بقرة وسار إلى مملكة فارس وسابور في ذلك الجلد وهرب منه ولحق بفارس وهزم الروم في حكاية مستحيلة وكلها أحاديث خرافة والصحيح منه ان سبابور سار إلى مملكة الروم فخرج إليه مقسيمانوس واستولى على ملكه كما نذكر بعد وأما هروشيوش فلما ذكر مناربان قيصر بن قاريوس وانه ملك بعد أبيه وقتل لحينه ثم قال وقام بملكهم ديوقاربان وثأر من قاتله ثم خرج عليه أقرير بن قاريوس فقتله ديوفاربان بعد حروب طويلة ثم انتقض عليه أهل ممالكه وثار الثوار ببلاد الإفرنجة والأندلس وإفريقية ومصر وسار إليه سابور ذو الأكتاف فدفع ديوقاربان إلى هذه الحروب كلها مخشميان هركوريش وصيره قيصر فبدأ أولا ببلاد الإفرنجة فغلب الثوار بها وأصلحها وكان لثائر الذي بالأندلس قد ملك برطانية سبع سنين فقتله بعض أصحابه ورجعت برطانية إلى ملك ديوقاريان ثم استعمل مخشميان خليفة ديوقاريان صهره قسطنطش واخاه
(٢٠٩)